The News Jadidouna

أعنف هجوم من الحريري على عون: لن أشكل الحكومة كما يريدها فريق فخامة الرئيس !

الحريري

بدأ الرئيس المكلف سعد كلمته في جلسة مجلس النواب، بالتحية “لأهلنا في فلسطين المحتلة وعلى امتداد الجغرافيا الفلسطينية على صمودهم الذي تصغر امامه صغائرنا السياسية الضيقة وعلى تضحياتهم التي تهون امامها مآسينا فقضيتهم كانت وستبقى قضيتنا العربية المركزية. لفلسطين ولشعبها من هذا المنبر ألف ألف تحية”!

ومن ثمّ أردف قائلًا: “في الشكل نحن امام رئيس للجمهورية يمارس حقا دستوريا في توجيه رسالة للمجلس النيابي يطلب منه مناقشتها واتخاذ ما يراه مناسبا بشأنها. لكن في الحقيقة، نحن امام رئيس للجمهورية يقول للنواب: سميتم رئيسا للحكومة انا لا اريده ولن اسمح له بتشكيل حكومة تفضلوا و”خلصوني منه”.

وأضاف, “قرأنا جميعا ان هذه الرسالة تهدف إلى تبرئة ذمة فخامته من تهمة عرقلة التشكيل شأنها شأن الرسائل الموجهة إلى عواصم اجنبية لحماية بعض الحاشية والمحيطين والفريق السياسي من عقوبات يلوح بها الاتحاد الاوروبي او الدول والحقيقة أبعد من ذلك التفصيل وهي ليست بالشكل بل بالأساس”.
وتابع,”نحن يا دولة الرئيس امام رئيس للجمهورية يريد منا تعديل الدستور, فإذا لم نفعل، يريد تغيير الدستور بالممارسة من دون تعديل، وبانتظار ان يكون له ما يريد، يعطل الدستور، ويعطل الحياة السياسية في البلاد، والاخطر من ذلك، يعطل اي امل امام اللبنانيين بوقف الانهيار المريع”.

وبنبرة عالية، قال الحريري: “لن اشكل الحكومة كما يريدها فريق فخامة الرئيس، ولا كما يريدها اي فريق سياسي بعينه, لن اشكل الحكومة إلا كما يريدها وقف الانهيار ومنع الارتطام الكبير الذي يتهدد اللبنانيين في أكلهم وصحتهم وحياتهم ودولتهم”.
وأعلن: “نحن امام رئيس للجمهورية اجل الاستشارات النيابية الملزمة على امل ان يمنع النواب من تسمية سعد الحريري رئيسا للحكومة وعندما لم يعد في يده حيلة خاطب النواب مباشرة على الهواء قبل الاستشارات الملزمة بيوم واحد وناشدهم الا يسموا سعد الحريري”.

وشدد على ان: “علينا ان نعترف ان فخامة الرئيس يمتلك تجربة كبيرة لا بل باعا طويلا في التعطيل. من تعطيل تشكيل حكومات متتالية، لاشهر طويلة، اذكر منها على سبيل المثال، 11 شهرا لتشكيل حكومة دولة الرئيس تمام سلام، وكلنا يذكر “كرمال عيون مين”، وصولا إلى تعطيل تشكيل حكومتي الاخيرة 7 اشهر”.

وتابع الحريري: “بمناسبة الحديث عن حقوق الطوائف والميثاقية لم اجد فخامة الرئيس ميشال عون منزعجا من تكليف رئيس للحكومة الأخيرة باصوات قلة فقط من الزملاء السنة ثم بتشكيلها بثقتهم وحدهم علما انه في المقابل لم يجد اي مانع في ان يسمي رئيسها وزراء من المسيحيين”.
وقال: “الحريري: طوال 7 اشهر نضع الرئيس المكلف امام معادلة مستحيلة: إما أن تشكل الحكومة كما يريدها فريق رئيس الجمهورية السياسي منتحلا ارادة فخامته وزاعما ان لا مطلب له وإما لا حكومة”.
وأضاف, “لن اشكل الحكومة إلا كما يريدها وقف الانهيار ومنع الارتطام الكبير الذي يتهدد اللبنانيين في أكلهم وصحتهم وحياتهم ودولتهم”.

وقال الحريري: “لقد قلت منذ اليوم الاول لقبولي لهذه المهمة الوطنية النبيلة والخطيرة في آن معا وللتحديات الهائلة الماثلة امامنا بأنني لن اشكل إلا حكومة اختصاصيين غير حزبيين والتي باتت تشكل شرطا مسبقا لأي دعم خارجي والمفصلة في خارطة الطريق التي باتت معروفة باسم المبادرة الفرنسية”.
وأشار إلى ان: “النص الدستوري يؤكد بوضوح ان الحكومة تعتبر مستقيلة في حال استقال رئيسها او استقال اكثر من ثلث اعضائها وبالتالي فإن اكتساب رئيس الجمهورية الثلث المعطل يعطيه القدرة على “إقالة الحكومة” في تعديل دستوري مقنّع”.

وتابع, “وزير الخارجية ذكرنا قبل ايام قليلة ايا من الاخطاء الكبيرة لا بل الخطايا المميتة يمكن للازلام ان يرتكبوها”.
وأعلن: “لا يكتفي فخامة الرئيس بتعطيل الحياة الدستورية ومنع تشكيل الحكومة بل يزعم في رسالته إليكم ان رئيس الحكومة المكلف عاجز عن تأليفها ومنقطع عن اجراء الاستشارات النيابية وعن التشاور مع رئيس الجمهورية”.
وأضاف الحريري, “الحقيقة التي تعرفونها جميعا انني قمت بكل ما يجب واكثر وتحملت ما لا يحتمل للوصول إلى حكومة تبدأ بمكافحة الانهيار”.

وقال: “نحن امام رسالة يوجهها فخامة الرئيس للمجلس النيابي وفي ذلك بارقة امل بأن فخامته يعترف بالمجلس النيابي ولندعوه الى الاعتراف بأن المجلس النيابي انتخب رئيسا للجمهورية وأن المجلس النيابي ايضا سمى رئيسا للحكومة”.
وتابع الحريري, “علّ هذا الاعتراف يشكل حافزا لفخامة الرئيس بأن يتفادى الاخلال بواجبه الدستوري عبر الافراج عن دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات الفرعية لملء المقاعد الشاغرة في المجلس والقابعة في ادراج فخامته منذ اكثر من شهرين”.

وشدد على ان: “على فخامة الرئيس الافراج عن التشكيلة لتذهب الحكومة إلى المجلس النيابي وإذا فشلت في نيل الثقة فيكون قد تحقق بذلك ما يريده وتخلص من رئيس الحكومة واعطى المجلس النيابي الفرصة الوحيدة التي يتيحها الدستور لإلغاء مفاعيل تسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة”.

وأعلن الحريري: “نحن امام رئيس للجمهورية يصرّ على مخالفة الدستور بأن يحصر بشخصه منح الثقة للحكومة بينما ينص الدستور على ان مجلسكم الكريم علاوة على انه دون سواه من يختار الرئيس المكلف هو الذي يمنح الثقة او يمنعها”.
وختم الحريري قائلاً: “اكثر ما يحزنني ان فترة الفراغ الخطيرة التي يسأل عنها الرئيس في رسالته ليست فراغا مطلقا بل تمتلئ بالمعارك الدخانية وتهديم المؤسسات والفضيحة غير المسبوقة في الدبلوماسية والتنكيل بالعملة الوطنية كأنهم ما تعلموا شيئا ولم ينسوا شيئا كما في المقولة الشهيرة”.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy