
حتى 27 أيلول 2024، لم يعتقد أحدٌ أنّ إسرائيل، ورغم تهديدها ووعيدها وإجرامها، قد تُقدم على اغتيال أمين عام “حزب الله” السّابق حسن نصرالله، إلا أنّها تجرّأت، وفي عمليّة أطلقت عليها اسم “النظام الجديد”، على القضاء على واحدة من أكثر الشخصيّات تأثيراً في لبنان. اليوم، يراود سؤالٌ الملايين حول العالم مع اشتداد حدّة الحرب بين تل أبيب وطهران: هل تقضي إسرائيل على أعلى سلطة في إيران المرشد الأعلى علي خامنئي؟
حتّى الساعة، وحده جهاز الموساد الإسرائيلي الذي تغلغل في إيران عبر شبكاتٍ وقواعدٍ وعملاء كُثر قد يملك الجواب على هذا السّؤال رغم إعلان الرّئيس الأميركي دونالد ترامب رفضه خطّة إسرائيليّة لاستهداف خامنئي، مع العلم أنّ الرئيس الأميركي السّابق جو بايدن كان قد أكّد أنه لم يكن لديه أيّ علم مُسبق باستهداف نصرالله، ونفى أن تكون الولايات المتّحدة قد شاركت في العمليّة، ما يعني أنّ لا قوّة قد تردعُ إسرائيل عن تنفيذ مخطّطاتها، وما قد يُشير أيضاً الى أنّ واشنطن تُريد أنّ تتبرّأ من أيّ حدث بحجم القضاء على خامنئي.
ومع استمرار القصف الإسرائيلي المشدّد على إيران، ذكرت معلومات صحافية في السّاعات الماضية أنّه تمّ نقل خامنئي مع أفرادٍ من عائلته الى ملجأ تحت الأرض مع يؤشّر الى تسارع الأحداث واشتداد مؤشّر الخطر الذي يُحيط بمصيره. فمن سيخلفه في حال تحقّق سيناريو القضاء عليه؟
تُشير المعطيات الى وجود عدد من المرشّحين لخلافة خامنئي في حال استهدافه، وكان قد أجري بعد اغتيال نصرالله تصويتٌ على أسمائهم لتولي منصبه بطلبٍ منه شخصياً، ما يعني أنّ خليفة خامنئي قد يكون جاهزاً في حال حدث “الاغتيال الكبير”، وما يعني أيضاً أن الاستخبارات الإسرائيليّة تعلم جيّداً من هم المرشّحون لخلافته وقد تعمل على القضاء على “خليفة الخليفة” تماماً كما حدث في لبنان، إلا أنّ تداعيات ذلك قد تكون أكثر كارثيّة في إيران ما قد يخلق خلافات كبيرة قد تنعكس على مستقبل النظام الإيراني.
وبالنسبة للنظام الإيراني، يحلّ رئيس الجمهورية الإيراني في المركز الثاني في سلّم السلطة بعد المرشد الأعلى، ويُعتبر أعلى سلطة سياسيّة بعده ويتبع في معظم صلاحياته له.
أمّا في المركز الثالث، فتبرز سلطة مجلس صيانة الدستور المؤلف من 12 عضواً بينهم 6 يعيّنهم المرشد الأعلى، ليحلّ بعده مجلس الشورى أو البرلمان الذي يضمّ 290 عضواً، فمجلس خبراء القيادة وهو هيئة دينية مؤلفة من 88 عضواً وهم الذين يتولون اختيار المرشد الأعلى، وفي أدنى السلم، مجلس تشخيص مصلحة النظام وهو هيئة استشارية من 31 عضواً يُعيَّنوا من قبل المرشد الأعلى، ويختار المجلس في حال موت أو استهداف المرشد الأعلى عضواً مكانه لحين انتخاب مرشدٍ جديد.
رغم تعدّد السّلطات في إيران، ووجود رئيس للبلد، إلا أنّ المرشد الأعلى يبقى هو الآمر الناهي والحاكم الفعليّ، وبرحيله، ستكون إيران أمام أزمة وجوديّة وفوضى كبيرة لم يشهدها تاريخها مُطلقاً. فهل تفعلها إسرائيل وتغتال خامنئي في مخبأه السرّي؟
Mtv