اخبار لبنان - Lebanon News

زهراء ابنة التاسعة… ضحية فقدان الأمصال المضادّة لسموم العقارب

كتب وسام إسماعيل في النهار
في مشهد حزين يُدمي القلوب، انتشرت صور الطفلة زهراء علي طليس ابنة التاسعة وهي تصارع الموت (إثر تعرّضها لعدّة لدغات من عقرب سامّة خلال لهوها بالقرب من منزل العائلة في بلدة بريتال)، في ظلّ عجز الفريق الطبي عن إنقاذها بسبب فقدان الأمصال المضادّة لسموم العقارب في مستشفى دار الأمل الجامعي وفي منطقة بعلبك – الهرمل، وهو ما يؤشّر إلى تردّي الأوضاع الصحيّة في الوطن الأم لبنان .

يروي أهل زهراء تفاصيل المأساة التي أصابتهم، فيقولون إنه في مساء ليل الأربعاء، أخذت الطفلة زهراء تلهو بالكرة أمام منزل العائلة، جرياً على عادتها، حيث تجد ملاذاً آمناً. لكن الكرة يومها ذهبت بعيداً، وجرت الصغيرة وراءها لاستعادتها، تحت نظر والديها اللذين صدما بالصراخ الشديد الذي أطلقته أثناء عودتها، فما كان منهما إلا أن خلعا ملابسها، ليفاجؤوا بعقرب على يدها اليمنى، وقد لسعتها بأربع لسعات، فنُقلت على وجه السرعة إلى مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك على أمل معالجتها.
لكن الأهل لم يكونوا يتوقّعون معاناة أشدّ مرارة لزهراء وأهلها، إذ تبيّن لهم افتقار المستشفى، بل منطقة بعلبك – الهرمل إلى العقار المضاد للسموم؛ فكان أن بدأت رحلة البحث عن الدواء، في وقت كانت الصغيرة تعاني الألم، وتخسر مناعتها الضرورية. وبعد ساعات من البحث والتأخير، ومع ساعات الفجر، تأمّنت جرعة لزهراء، عمل وزير الصحّة على تأمينها من قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان، تزامناً مع 4 جرعات من الداخل السوري، من دون أن تفلح جميعها في إنقاذ زهراء، التي انتشر السّم في أنحاء جسدها كافّة.

فارقت زهراء الحياة، وألبسها المحبّون الكفن ليل أمس، ولمّا تزل في عمر الورود، لم تُكمل عامها التاسع، بل قضت بلدغة عقرب، ما كانت لتقتلها لولا هؤلاء الحكّام الفاشلين.

لم تستوعب والدة زهراء خسارتها لبكرها البالغة 9 سنوات، فتقول بصوت يخنقه البكاء: “الله لا يسامح حكامنا. زهراء راحت ولن تعود”. تمسح على جبينها تارة وتغيب عن الوعي تارة أخرى قبل موعد اللقاء الأخير لنقلها إلى مثواها الأخير عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في بلدة بريتال.
ولأننا جميعا ضحايا حالة الانهيار الصحي والاقتصادي، طالب مختار العائلة أحمد طليس الدولة بتحمّل مسؤوليّاتها والاهتمام بالقطاع الصحي وتأمين الدواء كي لا يكون هناك زهراء ثانية؛ فما حصل مع العائلة قد حصل، ولكن لا يعقل السكوت عن أيّ تقصير بعد اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى