The News Jadidouna

من «صمد» يعود باشتراكات باهظة: الـ Gym يحتضر!

كتبت ريم زيتوني في الاخبار:

بعد أكثر من شهرين من الإغلاق التّام، وتزامُناً مع المرحلة الرّابعة من تدابير مواجهة «كورونا»، فتحت النّوادي الرياضية، أو من بقي «صامداً» منها، أبوابها، وهي التي أقفلت على سعر صرف لم يتخطَّ الـ 9 آلاف ليرة للدولار، ما يدفع كثيراً منها إلى رفع سعر الاشتراكات. هذا حال قطاع شهد ازدهاراً في السنوات الأخيرة، ويواجه اليوم أصعب أزماته.

 

 

 

لم تكُن ثقافة ممارسة الرياضة في لبنان رائجة كما هي عليه منذ سنوات. إذ إنّ النّوادي الرياضية شهدت ازدهاراً في السنوات العشر الأخيرة، فاشتدّت المنافسة بين النوادي، وكثر عددها وتوسّعت خدماتها؛ من نادٍ، إلى «spa»، فمسبح، وغيرها…
أقفلت جائحة «كورونا»، وأزمة الدولار، الباب في وجه ثقافة النوادي الرياضية، في ذروة تمدّدها هذا. لكن لا إحصاءات دقيقة بعد عن حجم الخسائر التي تعرّض لها هذا القطاع.

المدرّبون يهاجرون
من التأثيرات الكبيرة لـ«كورونا» والدولار على القطاع أنّه يزيد من الهجرة في صفوف المُدرّبين، الشباب على وجه الخصوص، أكثر من قطاعات أُخرى. إذ إن عُمر هذه المهنة أقصر من أعمار باقي المهن، حيث ترتبط سنوات عمل المُدرّب بلياقته الجسديّة، فيتقاعد على سنّ أصغر من بعض القطاعات؛ بين الـ 40 والـ 50. لذا، فإن الإقفال، مع أزمة الدّولار، دفعا بالمدرّبين في عمر الشباب، وتحديداً في السنتين الأخيرتين، إلى سلوك طريق الهجرة، كي لا تضيع منهم سنوات يمكنهم العمل خلالها والاستفادة من عمر عملهم القصير.

في أحد النوادي المعروفة، سافر 3 مدرّبين، من أصل 7. علي شديد، مدير سابق لأحد النوادي، وكان يعمل فيه مدرِّباً أيضاً، تركه بعد 7 سنواتٍ في الـ 2016 للعمل في نادٍ أكبر هو من النوادي الخمسة الأكبر في لبنان، ثمّ سافر إلى قطر بعدما عُرض عليه عملٌ بثلاثة أضعاف مرتّبه هنا، إلّا أنّ تفاصيل تتعلّق بالإقامة لعائلته لم تنجح، فعاد إلى لبنان وافتتح نادياً، لكنه اضطر إلى إقفاله في فترة تفشّي الوباء قبل أن يغلقه نهائياً مع تفاقم الإغلاق وارتفاع الدولار.

يشير شديد إلى أنّ معظم النوادي كانت قد استحصلت على قروضٍ قبل الأزمة، وبعد ارتفاع الدولار بات صعباً، أو شبه مستحيلٍ، عليها «أن تسدّ ديونها على سعر صرف ثلاثة أضعاف ما اقترضوه». بالإضافة إلى كلفة التصليح والكلفة التشغيلية. «آخر فاتورة كهرباء سدّدتها كانت 18 مليون ليرة»، يقول. ويضيف: «نسبة العمل تراجعت كثيراً، فمدخول النادي تراجع بنسبة 80% من تشرين الأوّل 2018 وكورونا لم ترحم… القطاع الرياضي قطاع خدماتيّ، لذلك يتأثّر قبل القطاعات الأُخرى، ويتأثر بشكلٍ أكبر منها، ولأن لا حلول في الأُفق، قرّرنا ألّا نراكم الخسائر، ونقفل النادي كُلّياً». «أعتبر أنّني خسرتُ كُلّ جهدٍ قمتُ به طيلة 20 سنة»، بهذا يختم حديثه عن مسيرة «عُمرٍ» في العمل.

ويدخل في تكاليف النوادي: تصليح المُكيّفات وقطع الحمّامات والمسابح، واستقدام مواد التعقيم والكلور ومواد التنظيف… وجميعها على سعر صرف الدولار الجديد.

الزبائن وجدوا «بديلاً»: رياضة من البيت!
من ناحية أخرى، فقد تأقلم قاصدو النوادي مع أزمة الإقفال، وانتقلوا إلى ممارسة الرياضة داخل بيوتهم. ما يعني أنّ زبون النادي وجد بديلاً، على عكس النادي والمُدرّب.

في ما يتعلّق بالتدريب الخاص، أي أن يتفرّغ المُدرّب لزبونٍ مُحدّد ويدرّبه في منزله، يعتبر شديد أنّ هذه الآليّة «مضيعة للوقت لعدم توفُّر المستلزمات الرياضية المطلوبة وأنّ مردودها الماديّ قليلٌ جدّاً». «المدرّبون يبحثون عن أعمال لهم خارج لبنان، في دبي وقطر والسعودية والكويت تحديداً»، ويُبرّر الهجرة بأنّه «خارج لبنان يتوفّر للشباب فرص عملٍ أكثر وأكبر، بالإضافة إلى مسار في المهنة قابل للتطوّر».

أسعار جديدة: على الـ 3900
كل هذه الأوضاع الصعبة أجبرت بعض النوادي على اتخاذ تدابير، في حال تسنّى لها أن تعمل في الفترات التي لم يطلها الإغلاق، كالاستغناء عن بضع خدمات كانت تقدّمها، أو تقليص صفوفها، مثلاً، لتتمكّن من إبقائها بنفس الجودة، والأصعب على غالبية المشتركين: رفع الأسعار.

أحد أكبر النوادي وأغلاها، كان ثمن عضويته قبل أزمة الدّولار 300 ألف ليرة، أي $200 على سعر صرف الـ 1500، أمّا اليوم فالـ 200$ لديه على سعر صرف الـ 3900 توازي 780 ألف ليرة.

أمّا نادٍ آخر، كانت كلفة الاشتراك فيه تقريباً 170$، أي ما يوازي 225 ألف ليرة، تحوّل إلى سعر صرف الـ 3900 فصار اشتراكه تقريباً 663 ألف ليرة. يقول القيّمون عليه إن النادي حاول أن يُبقي سعر الصرف لديه على ألفَي ليرة للدولار الواحد، إلّا أنّ ارتفاع الدّولار الجنونيّ لم يُسعفه.

بعض النوادي رفضت زيادة أسعارها والتزمت بسعر الـ 300 ألف ليرة كي لا تخسر زبائنها، فيما بعضها الآخر لم تبتّ بأسعارها بعد، بانتظار أن يتمّ التنسيق بينها وبين النوادي الأُخرى للاتّفاق على سعر صرفٍ يُحتسب الاشتراك على أساسه.

اللافت هنا أن لا نقابة أو تجمُّع للتنسيق في ما بين النّوادي الرياضية. وقد اجتمعت إدارات النّوادي بعد فتح أبوابها لتتّفق على سعرٍ موحّدٍ في ما بينها، وفق معلومات «الأخبار»، وحينما لم تتّفق سعّر كُلُّ نادٍ حسب ما ارتأى!

أمّا أسعار المتمّمات الغذائية، «البروتينات» أو الـ protein shakes، فوصل سعر أحد أنواعها إلى 450 ألف ليرة، في حين كان يباع بحوالى 30 ألف ليرة.

تدابير الوقاية
تفرض النوادي، العائدة للعمل في ظلّ الأزمة الصحيّة التي تعصف بالبلد، ارتداء الكمامة بشكلٍ دائمٍ داخل أبوابها، وتلتزم التهوئة والتعقيم بشكلٍ مُتكرّر. وهي لا تؤمّن المناشف لروّادها، وتستقبل 30% فقط من إجمالي قدرتها على الاستيعاب، إضافة إلى إقفالها في السابعة مساءً. هذا يبقيها آمنة، بحسب المصادر الطبّية التي تتخوّف، لا من الإجراءات عموماً، لكن من عدم تطبيقها بشكلٍ دقيق.

أمّا الإجراءات التي زادتها بعض النّوادي من تلقاء نفسها، فهي أنّ الموظّفين أجروا فحوص PCR قبل عودتهم إلى أعمالهم. واللافت في هذا التفصيل، وفق بعض النوادي، أنّه منذ بداية الوباء، لم تجُل أي جهة معنيّة عليها حرصاً على تطبيق الإجراءات.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy