The News Jadidouna

زيارة البابا التاريخية تبدأ اليوم… و”رسالة مؤثرة” منه إلى العراقيين

عشية زيارته التاريخية، التي تحمل شعار “السلام والأخوّة”، إلى “بلاد الرافدين” المستنزفة سيادياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومالياً ومعيشياً جرّاء المغامرات الأمنية والعسكرية لـ”الميليشيات الولائية”، وجّه البابا فرنسيس أمس رسالة مؤثرة وشخصية جدّاً إلى العراقيين عامةً والمسيحيين المضطهدين خاصةً، داعياً فيها إلى “المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب”.

وخلال رسالة مصوّرة موجّهة إلى الشعب العراقي بُثّت عشية توجّهه إلى العراق في زيارة تستمرّ 3 أيّام، قال الحبر الأعظم: “أخيراً سوف أكون بينكم… أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم، مهد الحضارة العريقة والمذهلة”، مضيفاً: “إنّي أوافيكم حاجاً يسوقني السلام”.

ولفت البابا كذلك إلى أرض إبراهيم، قائلاً: “أسعى خلف الأخوّة وتدفعني الرغبة في أن نُصلّي معاً ونسير معاً ومع الإخوة والأخوات من التقاليد الدينية الأخرى أيضاً، تحت راية أبينا إبراهيم، الذي يجمع في عائلة واحدة المسلمين واليهود والمسيحيين”.

 

 

 

ومضى يقول في جزء مكرّس خصوصاً للمسيحيين المضطهدين الذين لا يزالون في العراق، بعدما هاجرت الغالبية منهم إلى الغرب: “لا تزال في أعينكم صور البيوت المدمّرة والكنائس المدنّسة، وفي قلوبكم جراح فراق الأحبة وهجر البيوت. عسى أن يُساعدنا الشهداء الكثيرون الذين عرفتم، على المثابرة في قوّة المحبة المتواضعة”.

وفي بغداد، رحّب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بزيارة البابا خلال مؤتمر صحافي، معتبراً أنها “حدث عظيم بتاريخ العراق”. وأضاف أن “زيارة قداسته تحمل رسالة سلام وتسامح وتعايش ونبذ للعنف”، فيما ستكون الزيارة افتراضية بالنسبة إلى جزء كبير من العراقيين الذين سيضطرّون للاكتفاء بمشاهدة الحبر الأعظم من خلال شاشاتهم مع فرض السلطات العراقية إغلاقاً تاماً من اليوم إلى الإثنين، بعد ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات بفيروس “كورونا”. وعند وصوله إلى بغداد اليوم، سيستخدم البابا سيارة مصفحة في غالبية تنقّلاته.

وللمرّة الأولى في التاريخ، سيستقبل آية الله العظمى علي السيستاني البابا السبت في مدينة النجف شخصياً. ولا يُشارك المرجع الشيعي الكبير، البالغ من العمر 90 عاماً، أبداً في مناسبات عامة، ونادراً ما يستقبل الزوّار. وسيُقيم البابا قدّاساً داخل ملعب رياضي في أربيل الأحد. وسيمرّ أيضاً بالموصل معقل تنظيم “داعش” سابقاً.

 

 

 

وعلى خطّ آخر، يعتقد مسؤولون أميركيون وعراقيون أن ميليشيا “كتائب حزب الله” المدعومة من إيران هي المسؤولة عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف الأربعاء قاعدة “عين الأسد” غربي العراق، وفق ما أفادت صحيفة “بوليتيكو” الأميركية.

نووياً، أبدت الولايات المتحدة دعمها لخطوة الأوروبّيين سحب مشروع قرار ضدّ إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معبّرةً عن أملها في أن توافق طهران الآن على “الحوار من أجل تحقيق تقدّم ملموس وموثوق”. وكان الأوروبّيون قد تخلّوا في وقت سابق عن طرح مشروع قرار ينتقد إيران أمام مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة رحّبت بها موسكو، وذلك كبادرة حسن نيّة غربيّة وفي مسعى إلى حمل طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وأوضح المتحدّث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن الدول الأوروبّية “قرّرت، بدعم كامل من الولايات المتحدة، أنّ أفضل طريقة للمضي قدماً هي في الامتناع عن تقديم مشروع القرار”. وأضاف: “نحن راضون عن نتائج اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، لافتاً إلى أنّ إيران وافقت على اجتماعات فنيّة مع “شرطي” الأمم المتحدة في الملف النووي لتوضيح قضايا عالقة.

 

 

 

وفيما تدعو واشنطن إلى عقد لقاء مباشر لبدء مفاوضات حول العودة المتبادلة إلى الإتفاق، بينما تشترط إيران رفع العقوبات الأميركية القاسية المفروضة عليها، قال برايس: “لا يجب أن تنتظر إيران أي شيء، لأنّنا أوضحنا ما نحن مستعدّون له، حوار بنّاء”، مشدّداً على أنّ “هذا هو الاقتراح المطروح على الطاولة”. وأردف في هذا الصدد أنّه خلال لقاء مماثل “يُمكننا مناقشة مختلف القضايا المطروحة”.

وفي المقابل، رحّبت إيران بالقرار الأوروبي، بحيث اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن “تطوّرات اليوم (أمس) قد تُبقي مفتوحاً طريق الديبلوماسية الذي بدأته إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية”، بينما أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في وقت لاحق أن بلاده لن تعود للتفاوض على الإتفاق النووي، معتبراً أنّه لا يُمكن إعادة التفاوض على الإتفاق من دون تغيير ميثاق الأمم المتحدة وإزالة حق النقض وتنفيذ خطّة العمل المشتركة الشاملة.

وجاء إعلان ظريف بعد ساعات من اشتراط الرئيس الإيراني حسن روحاني رفع العقوبات قبل عودة بلاده إلى التزاماتها المنصوص عليها في الإتفاق النووي، وهو ما رفضته الإدارة الأميركية مراراً، مشدّداً على أن “أي تغيير لن يطرأ على الإتفاق النووي ولن يُضاف إليه أي شيء”. وقال روحاني مخاطباً الغربيّين، إنّ “عليهم ألّا يُخطئوا في حساباتهم”.

 

 

 

لكن من بين مؤشرات التقدّم في المسار الديبلوماسي، قبول إيران الإنخراط في “اجتماعات تقنية” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل “توضيح قضايا عدّة لا تزال عالقة”، وفق ما أعلن مدير الوكالة رافايل غروسي أمس. وقال: “نجحنا في نهاية المطاف في الإتفاق على إطلاق عملية تحليل معمّق في شأن حالات ملموسة تطرح مشكلات”، موضحاً أن الاجتماع الأوّل سيُعقد في إيران مطلع نيسان. ويُريد غروسي تسوية هذه المشكلات بحلول الاجتماع المقبل لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حزيران.

وعلى الجبهة اليمنية – السعودية، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة الرياض تدمير صاروخَيْن باليستيّيْن أطلقهما المتمرّدون الحوثيون المدعومون من طهران صوب مدينة جازان في المملكة. كما واعتراض طائرة مسيّرة أُطلقت في اتجاه منطقة خميس مشيط في المملكة أيضاً.

نداء الوطن

 

 

 

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy