The News Jadidouna

الكورونا في ارض القديسين … “ما بالكم خائفين”

” ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان؟ ” (متى 26:8).
قالها الرب يسوع لتلاميذه عندما هاج البحر عليهم وكان معهم الرب في السفينة.

” يا قليل الايمان، لماذا شككت؟ ” (متى 31:14).

هذه مرة أخرى كان التلاميذ في وسط البحر المضطرب، لكن الرب لم يكن معهم الا انه أتى اليهم في الهزيع الرابع ماشيا على البحر. فقال بطرس : ان كنت انت فمرني ان اتي اليك على الماء، قال له الرب: تعال. فنزل ومشى على الماء، وبعد قليل خاف وابتدأ يغرق لانه نظر الى الريح ولم ينظر الى الرب.
ها نحن اليوم نفعل كما فعل بطرس ننظر الى المشكلة او المصيبة التي تعترينا دون ان ننظر الى الرب المخلص والشافي.
لقد عانى وواجه لبنان في كل مراحله الزمنية العديد من المصائب والزلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية، الاوبئة والامراض والمجاعة وعاش شعبه الحروب ، لكنه بقي صامدا. واليوم ظهر الـ “coronavirus” الذي أودى بحياة الالاف حيث بدأ في دولة الصين وانتشر في العديد من البلدان وللبنان حصة من هذا الوباء .
فما هو الكورونا امام مرض الطاعون، وسيطرة الجراد والمجاعة التي عاشها لبنان القديم؟

إن آخر الإحصاءات تؤكد ان هذا الوباء قد اودى بحياة حوالي ٣٠٠٠ شخص من أصل ٨٩٠٠٠ حالة و٤٥٠٠٠ معافى، ما زرع الخوف في قلوب سكان العالم.
لماذا الخوف والرب قال لنا في الإنجيل” لا تخف أنا معك” ؟. لماذا تخافون يا قليلي الايمان والرب قادر على فعل المستحيل؟ هو الذي اوقف هيجان الماء ومشى على البحر.
لماذا نتجه بكثافة الى شراء الكمامات بدلا من الكنيسة والسجود امام مذبح الرب الذي هو البداية والنهاية. لماذا نسرع الى شراء مواد التطهير والتنظيف ولا يكون اتجاهنا صوب قبر مار شربل ورش بيوتنا ومراكزنا ومستشفياتنا بتراب بونا القديس.

كيف تخيفنا الكورونا اليوم ولبنان بلد القديسين والايمان؟

اذهبوا الى الكنائس واحنوا رؤوسكم امام الرب، اذهبوا الى الاديرة صلوا وتوبوا، اضيئوا بيوتكم بالشموع لبنان بحاجة لصلاة. لا تخافوا فهو الذي قال لنا: “انا هو الطريق والحق والحياة من يتبعني لا يمشي في الظلام”.
ولا تنسوا عندما نظر موسى الى الشمال، نحو جبال لبنان وقال للرب: “وهذا الجبل؟” فاجابه الله: “اغمض عينيك. هذا الجبل هو وقف لي. لن تطأه قدماك لا انت ولا الذي سيأتي من بعدك”.
ايها الاخوة والاخوات علينا ألا نخاف ولا نستنجد الا بمشيئة الرب، وان ننظر اليه كي نصل ولا ننظر للمشكلة، فهو المخلص الوحيد.

شربل جميل زغيب

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy