“رسالة” لا تجارة: المدارس ليست سوبرماركت…اليكم ما يحصل وما يتحضّر !!

كتب جان زغيب
بدأت منذ الآن بعض المدارس الخاصة، لا سيّما المسيحية منها، بتسريب نيات رفع الأقساط للعام الدراسي المقبل، تارةً بذريعة الظروف الاقتصادية، وطورًا لـ”جسّ نبض” الأهل والمجتمع. لكن السؤال الأهم: إلى أين تذهب هذه الأموال؟ وهل المطلوب من العائلات دفع الثمن مرارًا دون أي مقابل تنموي أو دعم فعليّ في المقابل؟
من غير المقبول أن تُحمّل المؤسسات التربوية المسيحية طلابها وأهاليهم أعباء لا تحتمل، في وقتٍ تملك فيه هذه المدارس أراضٍ وأوقافًا ومداخيل من التبرعات والإيجارات والاستثمارات.
فأين تذهب كل هذه العائدات إن لم تكن تُصرف في سبيل التعليم؟ هل باتت المدارس مشروعًا تجاريًا بحتًا، لا رسالة فيه ولا التزام بقيم الكنيسة؟
إن رفع الأقساط ليس حلًا، بل تهرّب من المسؤولية. المطلوب ليس تحميل المواطن المزيد من الأعباء، بل إعادة النظر في هيكلة النفقات داخل المؤسسات، وتفعيل الشفافية، والتضامن الحقيقي مع الناس في هذه الظروف الخانقة. وإذا كانت الكنيسة عاجزة عن دعم مدارسها، فالمصيبة أكبر. أما إذا كانت قادرة ولا تفعل، فهذه خيانة للرسالة التربوية والروحية التي بُنيت عليها هذه المؤسسات.
لا يُعقل أن ترفع المدارس أسعارها كل عام، دون أن يقابل ذلك أي تحسّن فعلي في البنية، أو تطوير في المناهج، أو استثمار في الكادر التعليمي. المطلوب اليوم هو وقفة ضمير، لا قرار مالي جديد يُفاقم وجع الناس. فالمؤسسات التربوية لا تُقاس بمقدار أرباحها، بل بمدى التزامها برسالتها.
جان زغيب
خبير استراتيجي بصناعة النفوذ الرقمي والاعلام الذكي
ناشر ورئيس تحرير منصة جديدنا نيوز