اخبار لبنان - Lebanon News

براك في بيروت… تجديد للوعد الأميركي ولكن بشرط

الأنباء
يمارس الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى، فبين تغريدة يتمنى فيها الحظ السعيد لمرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي، ملوّحاً بالتدخل المباشر في الحرب الإسرائيلية على ايران، يعود ويصدر سلسلة مواقف يشير فيها الى أنه لم يغلق باب التفاوض، كما أعلن مساء الأربعاء، بأن “ايران ترغب بالتفاوض وربما نفعل ذلك”.

الا أنه وبعد حوالى الأسبوع على اندلاع الحرب، كل التوقعات تشير الى أن الامور ذاهبة الى التصعيد العسكري بين طهران وتل أبيب، وربما يكون الأسبوع الثاني اصعب بكثير من الأول.

بين واشنطن وتل أبيب

وفي السياق، أشار النائب غسان سكاف، عبر جريدة الأنباء الالكترونية، إلى ضرورة الفصل بين السياسة الأميركية في المنطقة وسياسة إسرائيل لأنها ليست على تنسيق دائم كما يظن البعض. فسياسة أميركا غير سياسة اسرائيل، لكن سلوك بعض الدول المعنية في المنطقة وخاصة ايران تجعل السياستان الأميركية والاسرائيلية تتقاربان أو تبتعدان. وقال ان اميركا لم تكن تريد حرباً شاملة مع ايران بل محدودة لضبط الأمور وإخضاع النظام الايراني وإجباره على العودة الى المفاوضات. لان اميركا لا تريد الوقوع بنفس الخطأ الذي ارتكبته بإسقاط نظام صدام حسين وتفكيك الجيش العراقي. أما اسرائيل فهي تريد استهداف القدرة النووية لايران وصولاُ الى إسقاط النظام، وقد مهّدت لتحقيق هذا الهدف باغتيال قيادات الصف الأول في ايران.

سكاف رأى ان المنظار الاميركي أوسع من من المنظار الاسرائيلي. أميركا تعرف جغرافية ايران الجيوسياسية، ما يحتّم بقاء ايران في المنطقة. فأميركا ستجد نفسها مجبرة على الدخول في الحرب، لكنها لن تعلن الحرب على إيران، وقد تقوم بضربات نوعية تساعد اسرائيل. لذلك فان إعلان اميركا الحرب على ايران يتطلب موافقة الكونغرس الأميركي وهذا لن يستطيع ترامب انتظاره، اما الضربات فهي لمساعدة اسرائيل.

سكاف اعتبر أن النهاية للحرب معروفة نتائجها، لكن هل تطول، هل ستتدحرج من خطورة الى خطورة أكبر؟ هنا يكمن السؤال. واليوم الأهم هو قصف المفاعلات النووية ومراكز تخصيب اليورانيوم وهناك خطورة كبيرة في ذلك.

سكاف لفت الى أن المفاوضات كانت تتركز على نقل اليورانيوم من ايران الى دولة مجاورة، لكن ايران رفضت ولم تقبل، لذلك وصلت المفاوضات الى طرق مسدود، لافتاً الى أن اسرائيل بدأت تخطط لهذه الحرب في 7 تشرين الأول 2023 بضرب الأذرع الإيرانية واليوم تريد قطع الرأس.

موفد أميركي في بيروت

وأمام هذا المشهد المصيري في المنطقة، يحافظ لبنان على الحياد، متجنّباً التورط في هذه الحرب.

وفيما يتابع رئيسا الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام التطورات الراهنة في ضوء استمرار الحرب الاسرائيلية الايرانية، والاطلاع على اخر المستجدات المتعلقة بها تداركاً من مخاطر ارتداداتها على لبنان. يصل اليوم الى بيروت الموفد الأميركي دونالد ترامب توم باراك لمتابعة الملفات المطروحة وفي طليعتها الملف المتعلق بتسليم سلاح حزب الله ومتابعة تنفيذ القرار 1701.

وفي المعلومات الواردة لجريدة الأنباء الالكترونية، فان باراك سيلتقي الرئيسين عون وسلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية يوسف رجي. وان محادثاته ستتمحور حول هاتين النقطتين مع تجديد الوعد الأميركي بالمساعدة على الاعمار والاستمرار بدعم الجيش، ولكن بشرط التزام لبنان بتنفيذ بنود القرار ١٧٠١ وحصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة.

يشار الى أن هذه الزيارة هي الاولى لمسؤول أميركي بعد عزل الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس.

تحييد لبنان

بالتزامن دعا النائب سكاف الى تحييد لبنان عن هذا الجحيم الذي يلف المنطقة، مثنياً على القرار العاقل الذي اتخذه حزب الله ورحبت به كل فئات المجتمع اللبناني.

وقال: “علينا استكمال السعي لانهاء موضوع السلاح الذي أصبح لكبر من حزب الله، مصلحتنا عدم توريط لبنان”، آملاً أن يستمر حزب الله بالقرار الذي اتخذه.

زر الذهاب إلى الأعلى