هل تحمّل احدهم مسؤولية انهيار البلاد لنصدق “محاسبة” مسبب مئات القتلى والاف الجرحى والدمار؟

كارثة حقيقية ضربت بيروت بعد وقوع انفجار في مستودع يضم كميات من نيترات الأمومنيوم شديدة الخطورة مصادرة منذ العام 2014 في باخرة أصيبت بعطل في مرفأ بيروت، استدعى المسؤولين عنها إلى نقلها إلى العنبر رقم 12 في المرفأ.
وعلمت صحيفة “الجمهورية” انّ تقريراً قدّمه رئيس جهاز أمن الدولة طوني صليبا إلى المجلس الأعلى للدفاع، يروي فيه انّ 2750 طناً من كمية “نيترات الأمونيوم” تمّت مصادرتها عام 2014 من باخرة تحمل العلم المولدوفي كانت تتّجه إلى الموزمبيق، وتعرّضت لعطل في هيكلها. وأثناء تعويمها، عُثر على البضاعة وهي مواد شديدة الانفجار، ونقلت إلى العنبر الرقم 12 حيث تم تخزينها وحفظها إلى أن يبتّ بها القضاء كونها بضاعة محجوزة.
منذ فترة، وأثناء الكشف على العنبر، تبيّن انه يحتاج إلى صيانة وقفل للباب الذي كان مخلوعاً، إضافة إلى فجوة في الحائط الجنوبي للعنبر يمكن من خلالها الدخول والخروج بسهولة، وطلب من إدارة مرفأ بيروت تأمين حراسة للعنبر، وتعيين رئيس مستودع له، وصيانة كل ابوابه ومعالجة الفجوة الموجودة في حائطه.
ومن الروايات الأمنيّة التي تمّ عرضها على مجلس الدفاع، أنّ الإنفجار وقع أثناء عملية تلحيم لباب العنبر 12، وتطايرت منه شرارة أدّت الى اشتعال مفرقعات كانت موجودة في العنبر نفسه، أدّت بدورها الى إنفجار كمّيات الأمونيوم الموجودة في محتوى مجاور بحسب الجمهورية.
اذاُ، مواد قابلة للانفجار والاشتعال ظلت في مرفأ بيروت منذ 6 سنوات دون أن تنطبق عليها شروط، أمر يستغربه الجميع، طالما ان الموضوع يعلمه العدد الاكبر من المسؤولين في الدولة. هذا الاهمال سيكون له تداعيات على جميع القطاعات علما ان بيروت اضحت منكوبة كما محيطها المدمر والمفلس.
سقط مئات الشهداء كما الاف الجرحى ويتم حتى اللحظة انتشال احياء وجثث من منازلهم ومحيطهم المدمر بشكل كبير جدا. من يعوض على اللبنانيين جميعا؟ هل تحمل احدهم مسؤولية وصول البلاد الى ما هو عليه لنصدق ان المحاسبة اتية؟
على كل مسؤول عن هذه الحادثة وكل ما نعيشه اليوم تحمل مسؤولية تاريخية وافساح المجال والتنحي لبناء البلد من جديد.
موقع جديدنا الاخباري