
نداء الوطن
لم ينسحب جمود الحركة السياسية بفِعل عطلة عيد الفطر على ضخّ الاخبار والتحليلات حول مسار الملف الحكومي، إذ كان التركيز واضحاً على تحميل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة، كما لاحظت مصادر مطلعة على موقف بعبدا، وصولاً الى حدّ الادّعاء بوجود مخطط لدفع الرئيس المكلف سعد الحريري الى الاعتذار.
ونفت المصادر صحّة هذه الادعاءات، معتبرة أنّ هدف تعميمها هو التغطية على تعثّر الرئيس المكلف في تقديم صيغة حكومية متكاملة وقابلة للحياة برلمانياً وسياسياً لأسباب لم تعد مجهولة.
وأكدت المصادر أنّ العكس هو الصحيح، لافتة الى أنّ الرئيس عون لم يتحدث يوما عن رغبته باعتذار الرئيس الحريري أو عمِل في هذا الاتجاه، بدليل ابلاغه اكثر من شخصية سياسية من الداخل أو من الخارج أنه يرغب في التعاون مع الرئيس المكلّف، وكل ما يطلبه منه هو ان يقدّم صيغة حكومية متكاملة مرتكزة على الميثاقية والتوازن الوطني الذي يحقق الشراكة الكاملة، علماً أنّ الصيغة المقدّمة للرئيس عون من قبل الرئيس الحريري لا تنطبق عليها هذه المواصفات.
واشارت المصادر الى أنّ الرئيس عون طلب اكثر من مرة من الرئيس الحريري اعادة النظر في الصيغة المقدّمة والحضور الى بعبدا، للبحث معه في صيغة تتناغم مع الاسس التي طرحها رئيس الجمهورية، لكن الرئيس المكلّف لم يتجاوب مع الدعوات المتكرّرة من رئيس الجمهورية وانه لا يزال على موقفه.
وبالرغم من ذلك، والكلام للمصادر، تنتظر بعبدا منذ اسابيع مبادرة من الرئيس الحريري لتسريع تشكيل الحكومة، ولم تخطّط مطلقاً لدفعه الى الاعتذار، علماً ان مثل هذا القرار يعود للحريري شخصياً.
وشدّدت المصادر على أنّ موقف رئيس الجمهورية واضح، والتسريبات التي تتناقلها وسائل الاعلام من حين الى آخر عن رغبة الرئيس عون باعتذار الحريري هدفها التصويب على بعبدا، في وقت كان اول من تحدّث عن خيار اعتذار الحريري هم نواب ومسؤولون في تيار “المستقبل”، وفي مقدّمهم نائب رئيس “التيار” النائب السابق مصطفى علوش.
وأكدت المصادر اخيراً أنّ موقف الرئيس عون واضح منذ البداية ولم يتبدّل، وهو أُبلغ الى الفرنسيين كون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قدّم مبادرة لاقت تأييد الاطراف السياسيين.