كتب أنطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”:
في خطوة رمزية ومبدئية أكثر ممّا هي ذات مفعول قوي، ولكن لافتة، أعلن المتحدّث بإسم قوة الأمم المتحدة الموقَّتَة في لبنان “يونيفيل” أندريا تيننتي أن الأرجنتين أبلغت بعثة حفظ السلام بانسحابها من القوة، أي سَحْب العسكريين الأرجنتينيين الثلاثة منها.
جهود هوكشتاين؟
صحيح أن العدد قليل جداً (3 عناصر)، وهو ما يؤشّر الى خطوة شديدة الرمزية. ولكن هل هذه إشارة الى بداية تصدُّع داخل “يونيفيل” في لبنان، خصوصاً بعد تلقّيها هجمات عديدة في الآونة الأخيرة؟
وهل يمكن لدول أخرى مُشارِكَة في تلك البعثة بأعداد أكبر بكثير، أن تسحب قوّاتها منها؟ وما هو تأثير ذلك على المفاوضات الجارية حالياً، وعلى الجهود التي يقوم بها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لوقف إطلاق النار؟
لا مصلحة بالفوضى…
رأى الوزير السابق رشيد درباس أن “مستقبل قوات “يونيفيل” في لبنان مرهون بالجهود المبذولة لوقف إطلاق النار حالياً. فإذا تمّ الاتّفاق، ستُصبح قوات “يونيفيل” بحاجة الى تعزيز في الجنوب، وليس الى تخفيف وترشيق”.
وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “للمسألة علاقة بالأحداث التي تحصل، وبالإرادة الدولية وما تقرّره بشأن لبنان. ولا أعتقد أن هناك مصلحة لدى أي طرف بسَحْب تلك القوات من الجنوب، وبعَدَم التوصّل الى أي حلّ، وبجنوح لبنان نحو الفوضى”.
رئيس وحكومة
واعتبر درباس ان “موقف الأرجنتين ليس مؤشراً لشيء، ولا بدّ من النّظر الآن الى ما يفعله هوكشتاين. فحتى الساعة، ضاقت الخلافات بينه وبين الجانب اللبناني الى حدّ كبير جداً، وما عادت توجد خلافات كبيرة. وإذا توجّه الى إسرائيل، فهذا يعني أن هناك مشروعاً لحلّ، وفي تلك الحالة سيزيد عدد قوات “يونيفيل” في الجنوب لتعزيز قوّتهم، بدلاً من أن ينقص”.
وأضاف: “بعد وقف إطلاق النار، سيكون هناك انتخابات رئاسية في لبنان، وإعادة تكوين للسلطة، وتشكيل حكومة جديدة، وعندها ستتغيّر الأمور”.
وردّاً على سؤال حول الدور الإيراني المُحتَمَل على الأراضي اللبنانية مستقبلاً، أجاب: “المشكلة هو أن الإيرانيين دخلوا الحرب في لبنان وفق تقدير خاطىء، أسفر عن نتائج مؤلمة، وما عاد يمكن التعاطي معه إلا وفق الواقع والنتائج. الإيرانيون يقولون الآن إنهم لا يريدون الدخول في حرب، وهم غير قادرين على القتال حتى النهاية، أي من خارج الواقع. وبالتالي، ميزان القوى هو الذي يتحكم بما يجري حالياً”.
وختم: “من المُبكر الحديث عن تسوية أميركية – إيرانية منذ الآن، أي قبل أن يتسلّم (الرئيس المُنتخَب دونالد) ترامب مهامه، خصوصاً أن طريقة تعامله مع إيران مختلفة عن طريقة تعامل الديموقراطيين معها. فهو لا يدخل بسياسة مفاوضات تستغرق وقتاً، بل يحسم بشكل أسرع”.