كتبت لورا يمين في “المركزية”:
كشفت صحيفة “معاريف” نقلًا عن مسؤولي استخبارات إسرائيليين وأميركيين، عن أن “إيران قد تزيد من استخدام وكلائها في العراق ردا على عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان وغزة”. وأكدت الصحيفة أن “هناك مخاوف من أن إيران قد قامت بالفعل بتهريب صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق كرد على الضربات الإسرائيلية في إيران”. وأفادت بأن “إسرائيل تمتلك خطط عمل واضحة في حال حدوث تصعيد من جهة العراق”. كما أشارت إلى أن “خطط إسرائيل تبدأ من ضرب البنية التحتية والمنشآت، ثم الانتقال إلى عمليات اغتيال مركزة تطال شخصيات في الميليشيات الإيرانية بالعراق”.
في الموازاة، نقلت وكالات عن مصدر مقرب من فصائل المقاومة العراقية، عن اعتماد 5 قرارات فور حدوث اي استهداف من قبل الجيش الاسرائيلي في العراق. وأضاف أن ابرز هذه القرارات “توسيع دائرة عمليات الاستهداف المباشرة للعمق الصهيوني بإضافة 30 هدفًا اخر اغلبها استراتيجية في الابعاد الاقتصادية والعسكرية اضافة الى الانتقال الى مرحلة مختلفة من الردع”. واشار الى أن “أميركا ستكون جزءًا من الرد في كل الأحوال لانها هي الحليف والشريك والداعم الأكبر لجرائم الإبادة التي تحدث بحق المسلمين والعرب في فلسطين ولبنان وباقي المناطق”. وقال المصدر إن “قرار رفع عملياتنا في استهداف عمق الكيان المحتل اتخذ قبل شهر من الان وتم الايعاز الى الوحدات المختصة من اجل تهيئة كل المستلزمات اللوجستية من اجل رفع قدرتنا الى مستويات اعلى”. وأضاف ان “استهداف الكيان المحتل ب4-5 مرات خلال 24 ساعة هي بداية لمسار تصاعدي سيأخذ ابعادا مختلفة مع الوقت في الفترة القادمة”. وأشار الى ان “هناك مفاجآت كثيرة في الطريق مجددا تأكيده بأن الفصائل لم تستخدم كل ما لديها من أوراق وهي تتخذ قراراتها الميدانية وفقا لرؤية شاملة تأخذ بالاعتبار تفادي اي محاولة لاستهداف طواقمنا في ظل وجود زخم كبير من المسيرات والاقمار الصناعية”.
تحاول السلطات في العراق تحييد البلاد وحماية سيادتها وأمنها من بركان الحرب المتفجر الذي دمر غزة ويدمر لبنان اليوم، لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، يبدو ان ثمة مَن يلعب لعبة حافة الهاوية مع العراق، تماما كما لعبها في لبنان ورماه في أتون الحرب المدمرة، وعنينا هنا ايران.
فوفق المصادر، الفصائل التابعة لها لا ترتدع ولا تنفك تصعّد في وجه الاسرائيليين وايضا الاميركيين في المنطقة، وتستهدفهما، في خطوات قد يدفع ثمنها العراق باهظا. القيادات العراقية وعلى رأسها رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، وقيادات روحية بارزة وعلى رأسها المرجعية علي السيستاني، يحاولون إبعاد هذه الكأس عن البلاد، وقد طالب الاخير بضبط السلاح في يد الشرعية حصرا في العراق، لكن حتى اللحظة يبدو قرار ايران المغامرة بالعراق، أقوى من المساعي العراقية الحمائية. فهل يمكن ان نرى نموذج لبنان وغزة يتمدد نحو العراق قريبا، خاصة اذا تم التوصل الى تسوية للبنان، فيتفرّغ الاسرائيلي للفصائل العراقية كما تفرّغ لحزب الله بعد أن أنهى عملياته في غزة؟!