هل تخلّت إيران عن “حزب الله” مقابل رفع العقوبات عنها؟
ذكرت “العربية” أنّه بعد أسبوع دام شهد هجمات إسرائيلية غير مسبوقة من تفجير أجهزة الاتصال “البيجر” واللاسلكي الخاصة بعناصر حزب الله إلى اغتيال قادة كبار في الحزب، بدأت تُطرح تساؤلات عن غياب إيران حتى الآن عن الدفاع عمّا يجري لأبرز أذرعها في المنطقة، ولماذا لم يكن ردّ فعلها أكثر حزماً وحسماً في المواجهة المستعرة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وما عزّز هذه التساؤلات تصريحات رئيس إيران مسعود بزشكيان ومستشاره وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف قبل يومين، التي وصفت بـ”المهادنة”، وما نقل عن مسؤولين إيرانيين “أن حزب الله حثّ طهران في الأيام الأخيرة على ضرب إسرائيل لكنها ترددت”.
فهل تخلّت طهران عن حزب الله في ساحة القتال مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها وإعادة تعزيز علاقاتها مع جيرانها بالإقليم؟ وهل هي مستعدّة للدخول في حرب مباشرة مع إسرائيل؟
وأوضح الكاتب السياسي الإيراني اراش عزيزي أن إيران تُعطي الأولوية حاليا لمحاولات التفاوض مع الغرب وكذلك للعلاقات الطيّبة مع جيرانها.
وأضاف أنه “إذا استمرّ التصعيد في ساحات القتال، قد لا ترى طهران في مرحلة أي مجال سوى التورط في حرب كبرى مع إسرائيل”.
ولفت إلى “أن إيران تدرك جيداً أنها تفتقر إلى الخيارات العسكرية الجيّدة في مواجهة إسرائيل، كما أنها تريد تهدئة الأمور لمساعدة اقتصادها وبالتالي الوصول في نهاية المطاف إلى اتفاق يرفع العقوبات عنها، لذلك هي تدرك جيداً أن التورّط في حرب مع إسرائيل يقوّض هذه الأهداف بشكل كبير”.
واعتبر عزيزي “أن أحداث ما بعد السابع من تشرين الاول سلّطت الضوء على أهمية المحور الإيراني وقدرته على محاصرة إسرائيل من كافة الجوانب”.
لكنه رأى في الوقت عينه أن هذا المحور “أظهر حدوده، حيث لا في العراق ولا لبنان وسوريا تمتلك إيران الأساس المجتمعي والعسكري لمواجهة كبرى مع إسرائيل”. (العربية)