“كان بعد في قبرص”… وانتخبنا الرئيس من دون أن نعلم!
خاص موقع mtv
لا حاجة لأن يدعو رئيس المجلس النيابي لعقد جلسة لانتخاب الرئيس. ولا ضرورة لأن يحضر النوّاب ويؤمّنوا النصاب المطلوب. لقد انتخبنا رئيس الجمهوريّة من دون أن نعلم!
فاجأ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الجميع أمس بمهاجمته قبرص. قال نصرالله: “لدينا معلومات أنّ جيش العدو يقوم بمناورات كلّ عام في قبرص، وعلى الحكومة في قبرص أن تعي أنّ فتح مطاراتها لمهاجمة لبنان سيودي بها لأن تكون طرفاً في هذه الحرب”.
هكذا، ومن دون سابق إنذار، اختار نصرالله أن يهاجم دولةً لا خلاف بينها وبين لبنان، بل علاقات ثنائيّة إلى جانب استثمارات لبنانيّة في الجزيرة القريبة من لبنان، والتي تشكّل ملجأً للبنانيّين كثيرين حين تدفعهم الضرورة إلى مغادرة لبنان سريعاً حين تندلع الحروب التي يخوضها السيّد نصرالله نيابةً عن الدولة.
أصبح نصرالله هو من يحدّد سياسة لبنان الخارجيّة، فيختار الحلفاء ويصنّف الخصوم، ولا يترك صلاحيّةً واحدة لحكومة نجيب ميقاتي التي لم نسمع منها صوتاً واحداً أمس، لا من رئيسها ولا من وزير خارجيّتها ولا من أيٍّ من زملائهما. “إعمل نفسك نايم”، على الطريقة المصريّة، وهذه ليست المرّة الأولى.
فنصرالله الذي هاجم في السابق دولاً خليجيّة، على رأسها السعوديّة، ثمّ عاد والتزم الصمت حيالها بسبب تطوّر العلاقات السعوديّة الإيرانيّة، قرّر تهديد قبرص، كأنّه الرئيس غير المعلن للجمهوريّة. هو يختصر بشخصه الرؤساء، تماماً كما يمتلك قرار الحرب والسلم وقرار انتخاب الرئيس…
“كان بعد في قبرص” والآن “كِملت”. شكراً سيّد. عفواً، شكراً فخامة الرئيس.