المدير العام لوزارة الصحة: وضع لبنان جيّد مقارنة مع دول أخرى!
أكد مدير عام وزارة الصحة، وليد عمار، لـ”نداء الوطن” أن “وضع لبنان جيّد مقارنة مع دول أخرى، فلم تعلن أي دولة بأنها سجلت إصابة قادمة من لبنان”. وعن توقعاته لجهة وتيرة انتشار الفيروس، يرى عمار أنه “من المفترض أن نتوقع الأسوأ لنكون مستعدين. فالآلاف أتوا من مناطق انتشر فيها المرض، طلبنا منهم التزام العزل المنزلي”. ويبدو ان الوزارة مرتاحة حتى الآن لتمكنها من معرفة مصدر الحالات، ويقول مديرها أن في لبنان “عدوى محلية لكن لا انتشار محلياً للفيروس وهناك فرق بين الاثنين”. وفي حين يتخوّف المواطنون من تفشّي الفيروس، “تتخذ الوزارة التدابير الصحية لتأخير تفشيه قدر المستطاع، فكلما تأخر الأمر كلما فتح المجال أمام المستشفيات كي تتهيأ، وكلما كانت هناك فرصة للاقتراب من إيجاد العلاج”، يقول عمار.
هو إذاً سباق مع الوقت يخوضه العالم وكذلك لبنان الذي يتوقع مسؤولوه كما مواطنوه تفشي المرض فيه. ويؤكد عمار أنّ “كل المستشفيات ستكون على استعداد عندما يتفشى المرض، بعضها باشر بالاستعداد وبعضها بدأ باستقبال حالات. فالمستشفيات باتت مستنفرة.
وكلما ازداد عدد المصابين كلما تخطى الإمكانيات، لكن العمل جار على قدر عال من المهنية”. أما مستشفى الحريري الذي يبدو أنه سيبلغ قدرته الاستيعابية قريباً، فوفق عمار “كانت مهمته استيعاب الصدمة وهو ما جرى”. وفي حين بدأ يرتفع عدد الإصابات التي تكتشف كل يوم، بعد أن تمكنت مستشفيات أخرى من الحصول على فحص كشف الإصابة، فقد فرضت تعرفة 150 ألف ليرة لقاء الفحص الذي يمكن إجراؤه مجاناً في مستشفى الحريري. ويبرر عمار تحديد الوزارة هذه التعرفة بأن “بعض المراكز فرضت تعرفة بين 400 و450 ألفاً”. وينفي المسؤول في الوزارة وجود حالات يتم التكتم عنها، مؤكداً أن “لبنان يعلن عن كل الحالات التي تكتشف، وبأن الوزارة تقوم بتحقيق وبائي مع الذين تتأكد إصابتهم لمعرفة مع من تواصلوا”. ويدعو عمار المواطنين إلى استيعاب وجود خطرٍ والالتزام بالتدابير الوقائية.
ولدى سؤاله عن الخطيئة الأولى التي لام مواطنون الوزارة عليها، إثر السماح لركاب الطائرة التي حملت أول إصابة بالاختلاط بالناس، يجيب عمار بأنه لا يذكر التفاصيل، لكنه يؤكد أن “الوزارة يومها قامت بالإجراءات اللازمة”. وبالعودة إلى الحالة الأولى فقد أثار إعلان وزارة الصحة أمس عن أول حالة شفاء لمواطنة أصيبت بالفيروس وأدخلت الى مستشفى الحريري بتاريخ 20/2/2020 الشكوك والتساؤلات. إذ أن الوزير كان قد أعلن عن الحالة الأولى بتاريخ 21 شباط، أي بعد يوم من دخول السيدة التي شفيت إلى المستشفى.
ما يطرح تساؤلاً عن احتمال إخفاء الحالة. وفي حين يواجه ممرضو وأطباء مستشفى الحريري والعاملون فيه خطر الإصابة بالمرض، أعلنت لجنة مستخدمي مستشفى الحريري الاضراب بدءاً من صباح اليوم. فالمستخدمون شكوا من إهمالهم وتعريضهم وعائلاتهم للخطر جراء غياب وسائل الحماية والإجراءات الوقائية. ويعدّ هذا الإعلان فضيحة، إذ يشير إلى احتمال تحول المستشفى التي تعالج المرض إلى ناشر له، في حال لم تتخذ سريعاً الإجراءات التي يطالب بها المستخدمون.
وفي حديث إلى “نداء الوطن” يقول أحد الأطباء الذين يعالجون مرضى “كورونا” في مستشفى الحريري، إن الحالات التي تأكدت إصابتها بالفيروس مؤخراً هي لمرضى احتكوا مع مصابين، “أي كان يمكن تفادي الإصابة بالفيروس لو لم يسلموا على مصابين ويقبّلوهم”. ويؤكد الطبيب أن “المرضى في المستشفى يخضعون لحجر تام ويمنع على أحد زيارتهم”. ويتخوّف الطبيب من “انتشار الفيروس في لبنان نتيجة استهتار المواطنين وعدم التزامهم منازلهم”. أما بالنسبة لخطر الإصابة التي يواجهها الأطباء الذين هم على تماس مع المرضى، فيقول: “نلتزم بتعليمات منظمة الصحة العالمية ونسبة الخطر قليلة”.