الشرق الاوسط والعالم

هل استخدم بايدن كامل نفوذه على إسرائيل؟.. تقرير لـ”Washington Post” يكشف

رأت صحيفة “The Washington Post” الأميركية أن “الرئيس الأميركي جو بايدن أصبح أكثر انتقاداً لقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحرب الإسرائيلية في غزة. وقال بايدن عن نتنياهو في مقابلة مع شبكة “إم إس إن بي سي”: “يجب عليه أن يولي المزيد من الاهتمام للأرواح البريئة التي تُزهق نتيجة الإجراءات المتخذة”، محذراً من أن أي هجوم على مدينة رفح، وهي الملاذ الأخير للعديد من المدنيين في غزة، يمكن أن يكون “خطًا أحمر”. وأضاف: “من وجهة نظري، فهو يضر إسرائيل أكثر من مساعدتها”.”

وبحسب الصحيفة، “شكل هذا التصريح العلامة الأحدث على مدى خلاف إدارة بايدن مع حكومة نتنياهو بشأن الوضع الإنساني داخل غزة. وفي خطاب له يوم الخميس، قال بايدن إن الولايات المتحدة تعمل على إرساء وقف لإطلاق النار يستمر لمدة ستة أسابيع على الأقل، على الرغم من معارضة نتنياهو للدعوات لوقف القتال. كما وأعلن أيضًا أن الولايات المتحدة ستبني ميناء مؤقتًا في غزة للسماح بالتسليم البحري، وهو تحايل غير عادي على القيود الإسرائيلية المفروضة على شاحنات المساعدات على الحدود البرية للقطاع الفلسطيني”.

ورأت الصحيفة أن “كلا المطلبين كانا بمثابة انتقادات صريحة لسلوك حكومة نتنياهو، وهي علامة على أن بايدن كان على علم بالغضب داخل الحزب الديمقراطي بشأن الصراع الذي أدى إلى مقتل 31 ألف شخص على مدى خمسة أشهر من الحرب. وشكل لقاء كبار مسؤولي إدارة بايدن الأسبوع الماضي مع بيني غانتس، المنافس السياسي الداخلي الوسطي لنتنياهو، في واشنطن، كما وفرض إدارة بايدن قيودًا على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية في شباط، أحدث العلامات على الضغط الأميركي على القيادة الإسرائيلية. وأثارت تصرفات بايدن ردود فعل من نتنياهو الذي قال في مقابلة له إن “السابع من تشرين الأول لن يتكرر مرة أخرى”. ولكن هناك مجال رئيسي واحد لم تمارس فيه الولايات المتحدة نفوذها بعد على نتنياهو وهو المساعدات العسكرية”.

وبحسب الصحيفة، “طوال الحرب في غزة، ظلت الولايات المتحدة مورداً عسكرياً حيوياً لإسرائيل. وقال بدر السيف، أستاذ التاريخ في جامعة الكويت، للصحيفة الأسبوع الماضي إنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تطلب من إسرائيل السماح بمزيد من المساعدات لغزة، بل يجب أن تأمرها بالقيام بذلك، خاصة وأن الولايات المتحدة هي من قامت بـ”تمويل الحرب” من خلال شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. وكما أفاد الزميل جون هدسون، فقد أبرمت الولايات المتحدة أكثر من 100 صفقة بيع أسلحة لإسرائيل منذ بدء حرب غزة في السابع من تشرين الأول. ولم يتم الإعلان عن سوى اثنتين فقط من الصفقات العسكرية لإسرائيل، الأولى ذخيرة دبابات بقيمة 106 ملايين دولار، والثانية لمكونات لازمة لصنع قذائف عيار 155 ملم بقيمة 147.5 مليون دولار”.

وتابعت الصحيفة، “تتمتع الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بعلاقة عسكرية عميقة مع إسرائيل، التي تلقت حوالي 300 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية والعسكرية المجمعة، معدلة حسب التضخم، منذ تأسيسها، وفقًا لمجلس العلاقات الخارجية. وحتى مع ازدهار الاقتصاد الإسرائيلي وتقلص حاجتها إلى المساعدة الاقتصادية، ظلت الولايات المتحدة تقدم مساعدات عسكرية إلى إسرائيل لا تقل عن 3 مليارات دولار سنويا. ومنذ هجمات 7 تشرين الأول التي شنتها حماس، تزايد هذا الدعم العسكري. وفي الأسبوع الماضي، عرض مسؤول عسكري إسرائيلي تقييمًا للدعم في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال. وقال المسؤول، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه: “ما من شيء لا يمكن إسرائيل أن تحصل عليه. لقد حصلت على تحتاجه بشكل أساسي. مستقبلاً، لا أعتقد ان الأمور ستبقى على ما هي عليه”. إذاً، هل يمكن أن يكون عصر الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل على وشك التغيير؟”

بحسب الصحيفة، “استناداً إلى المقابلة التي أجراها بايدن مع القناة الأميركية، لا يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال هي نعم. فقد قال: “لن أتخلى عن إسرائيل أبداً، إن الدفاع عنها لا يزال أمرا بالغ الأهمية”. لكن الغضب الشعبي المتزايد بسبب الخسائر الفادحة في غزة يصعب على بايدن أن يتجاهله، وقد يدل ذلك على تحول دائم بالنسبة للديمقراطيين.

وكما ذكرت مجلة “تودايز وورلد فيو” في الشهر الماضي، تشير بيانات استطلاعات الرأي إلى أن الديمقراطيين أصبحوا أكثر انقساماً بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ بدء الصراع في السابع من تشرين الأول. ودعا العديد من المشرعين الأميركيين إدارة بايدن إلى جعل المساعدات لإسرائيل مشروطة بأسباب إنسانية، إن لم يكن قطعها بالكامل”.

وتابعت الصحيفة، “ذكرت صحيفة بوليتيكو يوم الاثنين أن بايدن قد يفكر في فرض شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا مضت قدما في غزو واسع النطاق لرفح، نقلا عن أربعة مسؤولين أميركيين. وأشار التقرير إلى أن الرئيس لم يتخذ هذا القرار بعد، لكن “هذا شيء فكر فيه بالتأكيد”، حسبما نقلت الصحيفة عن مسؤول لم تفصح عن هويته”.

وختمت الصحيفة، “قد يكون نتنياهو على استعداد للمخاطرة بالانفصال عن الديمقراطيين، وللمراهنة على فوز الجمهوريين في تشرين الثاني والذي من شأنه أن يعيد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الرئاسة. في الحقيقة، إنه رهان محفوف بالمخاطر، حتى لو فاز ترامب”.

ترجمة رنا قرعة – لبنان ٢٤

زر الذهاب إلى الأعلى