الشرق الاوسط والعالم

بعد استهداف القوات التركية بإدلب.. أنقرة ترفض الرواية الروسية واجتماع طارئ للناتو

دأ حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعا طارئا على مستوى السفراء بدعوة من تركيا التي طالبت بفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا، بعد مقتل 33 جنديا تركيا في ضربة جوية نفذتها قوات النظام السوري مساء أمس بمحافظة إدلب.

وقد رفضت أنقرة رواية موسكو التي عزت استهداف الجنود الأتراك بعدم إبلاغ السلطات الروسية بوجودهم في المنطقة التي تعرضت للقصف.

ويحق لأي دولة عضو بالناتو -بموجب المادة 4 من معاهدة واشنطن التي أسست الحلف- طلب إجراء مشاورات إذا كانت تعتقد أن سلامة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها معرض للخطر.

وقد قدم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف العزاء لتركيا في مقتل العسكريين، مشيرا إلى أن كلا من الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بحثا هاتفيا تطورات الأوضاع في إدلب بعد الهجوم.

وأضاف أن من حق تركيا اللجوء لحلفائها في الناتو، لكنه اعتبر أن ما يحدث في إدلب لا يندرج تحت أي بند من ميثاق الحلف.

مواصلة التنسيق
وقال الوزير الروسي إن بلاده وتركيا على استعداد لمواصلة التنسيق بشأن إدلب، منوها في الوقت ذاته إلى أن من حق الجيش السوري أن يقضي على “الإرهاب” بشكل كامل وأنهم لا يستطيعون منعه، وقال “لا مكان للحلول الوسط مع الإرهابيين في سوريا”.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت في وقت سابق اليوم عن وزارة الدفاع الروسية نفيها استهداف أي مواقع للقوات التركية بإدلب مساء أمس، مشيرة إلى أن أنقرة لم تبلغ موسكو بوجود جنود أتراك بالمنطقة التي تعرضت للقصف.

 

وأكدت الوزارة الروسية أنها اتخذت إجراءات لوقف إطلاق النار من قبل الجانب السوري فور إبلاغها من السلطات التركية بسقوط قتلى أتراك.

كما قالت إن جنودا من الجيش التركي -كانوا وسط المسلحين السوريين الذين حاولوا شن هجوم كبير على قوات النظام- أصيبوا في القصف.

ومن جانبه قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار -الذي توجه برفقة قادة القوات البرية والجوية لمقر قيادة العمليات بمدينة أنطاكيا الحدودية للإشراف على العملية العسكرية التي يشنها الجيش في إدلب- إنه جرى تنفيذ الهجوم على قوات بلاده رغم التنسيق المسبق مع المسؤولين الروس وإبلاغهم بمواقع الوحدات بالمنطقة.

كما نفى أكار وجود مجموعات مسلحة إلى جانب القوات التركية بموقع القصف، مؤكدا أنه رغم التحذير بعدم استهداف القوات التركية أول مرة تواصل الهجوم وطال أيضا سيارات الإسعاف.

من ناحية أخرى، ذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء -نقلا عن رئيس لجنة الشؤون الدولية بالبرلمان فلاديمير زباروف- قوله إن أي عملية عسكرية تركية واسعة في إدلب ستكون نهايتها سيئة لأنقرة نفسها.

وقالت موسكو في وقت سابق اليوم إنها أرسلت سفينتين حربيتين مزودتين بصواريخ كروز إلى المياه قبالة الساحل السوري.

وقد دانت الولايات المتحدة وحلف الناتو القصف الذي نفذته قوات النظام السوري على تجمع عسكري تركي قرب إدلب.

 

وطالبت الولايات المتحدة النظام السوري وروسيا بإنهاء هجومهما الذي وصفته بالشنيع، وأعربت الخارجية عن قلقها البالغ إزاء الهجوم على الجنود الأتراك، وأعلنت في بيان وقوف واشنطن إلى جوار شريكتها في حلف الناتو.

إدانة الهجمات
من جهته، أعرب الأمين العام للحلف ينس شتولتنبرغ عن إدانته الهجمات التي يشنها النظام السوري وحليفته روسيا، وطالب بوقفها.

كما قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يتابع “بقلق بالغ” التصعيد شمال غرب سوريا وأنباء مقتل عشرات الجنود الأتراك.

كما اعتبر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خوسيب بوريل أن التوتر في إدلب قد يتصاعد إلى صراع دولي كبير، مؤكدا أن الاتحاد سيدرس كافة الإجراءات الضرورية لحماية مصالحه الأمنية.

وكان الرئيس التركي قد عقد مساء أمس اجتماعا أمنيا استثنائيا بشأن الوضع شمال غرب سوريا حضره كل من وزير الدفاع والخارجية مولود جاويش أوغلو ورئيس الأركان اللواء يشار غولر ورئيس المخابرات هاكان فيدان.

ورد الجيش التركي على قوات النظام بقصف مواقع عدة لها، وقال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألتون “تم استهداف كافة أهداف النظام (السوري) المحددة بنيران عناصرنا البرية والجوية”.

زر الذهاب إلى الأعلى