The News Jadidouna

“الحزب” يستقوي بالخارج رئاسيًا ويتهم خصومه بالتبعية!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

اتهم حزب الله ولا يزال، خصومَه السياسيين، بانتظارِ الخارج وتعليماتِ السفارات وبالرهان على تبدّلاتٍ سيشهدها العالم والمنطقة، ليحسموا خياراتهم الرئاسية ويتمكّنوا من فرض مرشّحهم، رئيسا للجمهورية. غير ان “المُتّهمين” هؤلاء، حددوا اسم مرشحهم منذ لحظة الشغور الاولى وواظبوا على حضور جلسات الانتخاب وعلى البقاء في القاعة العامة بينما كان فريق الممانعين ينسحب بعد الدورة الاولى معطّلا النصاب، ولم يُظهروا يوما لا في مواقفهم ولا في ممارساتهم، انهم ينتظرون اي معطى خارجي، بينما وللمفارقة، كل مواقف حزب الله، تحمل دعواتٍ الى تسييل تطورات المنطقة في الحساب الرئاسي الداخلي، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

في الساعات الماضية، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على ضرورة أن يسارع الجميع للاستفادة من المناخات الإيجابية الإقليمية التي حصلت، وعلى اللبنانيين أن يحسنوا استثمارها لمصلحة لبنان، وأن يصلوا إلى معالجات منطقية وواقعية للأزمات المتفاقمة، والتي بدأت بأزمة مالية في البنوك والنقد، وها هي اليوم أصبحت أزمة دستور وقضاء وثقافة وعيش مشترك وغيرها من الأزمات، والعلاج لها يكون من خلال أن نحسن الاستفادة من هذه المناخات، وأن نعلم أن تاريخ لبنان السياسي، وأن الأزمات والوقائع السياسية الموجودة، كلها أدلة كافية على أنه لا حل في لبنان إلاّ بأن يلتقي اللبنانيون على إيجاد الحل، فحينما يقرر اللبنانيون الالتقاء مع بعضهم البعض لإيجاد الحل، سيكون هناك حل، وحينما يكون البعض منتظراً أن يعالج الأمر من الخارج، فلن يصل إلى حل، ولن تكون هناك معالجة.

بدوره، اعتبر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان “البلد أمام مرشحين: أحدهما جِدِّي والآخر هو الفراغ، وكل المؤشرات المحلية والتطورات الإقليمية لا تنبئ بتغيُّر المشهد. لنحسم خيارنا اليوم باختيار الأقرب إلى الفوز بالرئاسة، بالحوار وتذليل العقبات لإنقاذ البلد، وعدم إضاعة الوقت سدًى بتحقيق النتيجة نفسها بعد طول انتظار”.

هذه المعطيات، تشكّل دليلا قاطعا غيرَ قابل لاي طعن او تأويل، على ان الحزب يريد ان يُصرّف التطوراتِ الخارجية في السوق الرئاسية المحلية، وهو يبدو ينبّه خصومَه الى ان رياح المنطقة تسري كما تشتهي سفنه وبالتالي يريد منهم ان يعترفوا بهزيمتهم وان يسيروا بمرشّح الحزب ويدعموه والا سيستمرّ الشغور..

وبغض النظر عن أحقية هذه القراءة الممانِعة او زيفها، تشير المصادر الى ان 8 آذار لا يتطلع فقط الى قطف ثمار الاتفاق السعودي – الايراني في لبنان، مسوّقا لكونه أتى لصالح طهران وحلفائها، بل هو ايضا يتّكئ على دعم فرنسي لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حيث تسعى باريس بوضوح، الى ايصال الزعيم الزغرتاوي الى بعبدا، مقابل مكاسب اقتصادية ستجنيها في ايران وفي لبنان ايضا..

فمَن يكون والحال هذه ينتظر الخارج، ويراهن عليه؟! على اي حال، تختم المصادر، ان لم يستقو الحزب بالخارج لتحقيق مشاريعه، فإنه يستقوي بسلاحه، إلا انه لم يحترم يوما لا الدستور ولا مبادئ الديمقراطية، لكنّ زمن السلاح ولّى…

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy