منوعات

نصائح لتدريس الأطفال خلال الحَجر المنزلي

منذ أكثر من شهر أُقفلت المدارس، ولازم جميع الأطفال منازلهم، بسبب الحاجات الصحية الأساسية لمكافحة فيروس «كوفيد- 19». وأرسلت المدارس خلال هذه الفترة فروضاً وواجبات مدرسية عبر مختلف وسائل التواصل الإجتماعي. وطبعاً للأهالي دور بارز في مرافقة أطفالهم خلال الدراسة، حيث يقع على عاتقهم تفسيرات الدروس وحلّ التمارين المطلوبة من مختلف الأساتذة. وطبعاً كل ذلك ليس بالأمر السهل والبسيط، مع الأجواء القلقة والحساسة التي يمرّ بها لبنان والعالم أجمع. لذا أصبحت الدراسة في «أيام الكورونا» مختلفةً كل الإختلاف عن الأشهر السابقة. فكيف يمكن للأب والأم مساعدة طفلهما في الدروس؟

من أكثر المهام صعوبة عند الأهل، هي تعليم أطفالهم. فالتفسير المتكرّر وحلّ الفروض، والبحث عبر الإنترنت لحلّ المسائل العلمية الصعبة، والقراءة والكتابة وتوسيع موضوع إنشاء والإهتمام بالمواد العلمية، وطبعاً، لا ننسى اللغات الأجنبية… كل ذلك سيكون تحت عاتق الأهل الذين، في بعض الأحيان، يستسلمون أمام هذه المهمة الصعبة ولا يدرون كيفية معالجتها. فكيف لو كانت مرحلة التدريس مرافَقة بجو مقلق بسبب إنتشار «كوفيد- 19»؟ بالطبع، ستكون المهمة أصعب، لأنّ على الوالدين الإهتمام بالشق النفسي عند أولادهم وليس فقط بالشق التربوي والدراسي. إليكم بعض الإستراتيجيات التي يمكن تطبيقها لمساعدة الطفل في الدراسة.

القلق… لا تنقلوه إلى طفلكم!

هناك بعض الملاحظات التي يُمكن إتباعها في البيت لإبعاد الطفل عن القلق الذي يشعر به كل الأهل:

أولاً، لكي يكون التلميذ الصغير مستعداً للدرس، يجب على الأهل أن يبتعدوا عن لعب دور الاستاذ أو المعلمة في البيت. فلا يجب أن يختلط دور الأم، التي تلقن طفلها دروسه بدور المعلمة في الصف. فيقتصر دورها على مساعدة طفلها في حفظ أمثولاته، مستخدمةً الأساليب التعليمية نفسها التي تُستعمل في المدرسة.

ثانياً، لا تجبروا الطفل على الدراسة لساعات وساعات. ولكن يجب أن يكون الوالدان على إتفاق معه حول عدد الساعات الدراسية يومياً.

ثالثاً، الإستراحة بين مادة وأخرى.

رابعاً، يجب أن يتمتع الأب بالصبر والهدوء بالتعليم، وإستيعاب قدرات طفله وقلقه وتعبه. فلا يتوقع أموراً مستحيلة من الطفل، خصوصاً في هذه المرحلة الصعبة والمقلقة.

خامساً، أسلوب التشجيع هو من أهم الأمور التي يمكن أن يستعملها الأهل لحث طفلهم على الدراسة. فهذا النوع من التعامل الإيجابي مع الطفل يثير رغبته في الإستيعاب وفهم وحفظ المعلومات المطلوبة بشكل أسرع.

الدرس والحَجر المنزلي والأهل!

من أهم الامور التي يجب أن يراعيها الأهل خلال هذه الفترة مع أطفالهم هي التالية:

– يجب ان يكون الطفل مهيئاً نفسياً للدراسة. تلعب الأم دوراً بارزاً في هذا الموضوع، حيث يمكن أن تجلس مع طفلها ومحادثته. كما يمكن للأب أن يقوم ببعض النشاطات معه.

– إختيار المكان المناسب، فيجب أن يحدّد الطفل المكان المناسب لكي يدرس. طبعاً توجيهات الأهل للمكان المناسب للدرس أساسي. فلا يمكن للطفل أن يدرس على شرفة بيته، بسبب الضوضاء وكثرة التأثيرات الخارجية على إنتباهه وتركيزه. بل يمكن أن يدرس في أي غرفة يختارها، مثلاً في غرفة نومه، في غرفة الجلوس، أو حتى في المطبخ، أو في مكان مريح، وهادئ، مع إضاءة مناسبة وصحية.

– تحضير جدول دراسي مع الطفل، من خلاله يحترم الطفل أوقات الدرس وأوقات اللهو. يجب أن تساعد الام طفلها الصغير في وضع جدول درسه، حيث سيشعر بالمسؤولية تجاه نفسه.

– الإيجابية في حديث الأهل مع الطفل الذي يتحضّر لمهامه الدراسية، بعدما يكون الأهل قد فسّروا البرنامج الدراسي له، كل يوم بيومه .

– متابعة الطفل من خلال الإجتماعات التي تُقام على منصّات الإنترنت مع المربين في المدرسة.

وإذا رفض الطفل الدراسة؟

يواجه كثير من الأهالي مشكلة عدم رغبة الطفل في الدرس. فنراه يركل ويضرب ويشتم ويصرخ: «لا أريد أن أكمل درسي! لا أحب المدرسة! أكره الدرس!…» وغيرها من العبارات المعبّرة عن غضبه. كما يلجأ البعض الآخر من الأطفال إلى تكرار طلباتهم كي لا يستكملوا درسهم: «أريد أن أشرب الماء! أريد الدخول إلى المرحاض! إنني جائع أريد أن آكل تفاحة!…» إذاً، الطلبات والمعارضات كثيرة والمطلب واحد: الإستراحة من الدرس. لذا إذا رفض الطفل متابعة درسه يجب على الأهل إتباع الخطوات التالية:

– إذا لاحظ الأهل أنّ طفلهم لم يعد يريد الدرس معهم، يمكنهم منحه بعض الوقت للإستراحة أو شرب الماء أو عصرونية صغيرة مع قطعة شوكولا، كعربون شكر له على قيامه بالكثير من الجهد في الدراسة.

– الإبتعاد عن كل أشكال العنف: اللفظي والجسدي والمعنوي… فإذا إستخدم الأهل بعض العبارات النابية مع طفلهم، لن يساعدهم ذلك في عملية تلقينه الدروس. بل العكس صحيح، سيتأثر الطفل نفسياً ولن يعود قادراً على إستيعاب دروسه وإكمال ما له من مهام. أما بالنسبة للعدوانية الجسدية كالضرب، فطبعاً هذه ليست طريقة تربوية لتعليم الطفل. بل تشجيعه ودعمه هما الطريقة المثالية لمساعدته في درسه.

– المرح واللهو من أبسط وأحلى الاوقات التي تساعد الطفل في الإستراحة خصوصاً، عندما يقرّر عدم إكمال دروسه. فبعض الدعابات المضحكة وسماع موسيقى جميلة وربما الرقص والغناء، يمكن أن تساعد الطفل في أن يتشجع على الدراسة.

– لا يجب أن تكون ساعات الدرس في البيت مملة. فحتى لو كان هناك الكثير من الواجبات اليومية، والأهل قلقون على مستقبل طفلهم ويريدون إنهاء تحضير جميع الدروس بشكل كامل، لا يعني ذلك أن ينقلوا خوفهم وقلقهم إليه.

د. أنطوان الشرتوني-الجمهورية

 

زر الذهاب إلى الأعلى