The News Jadidouna

ألمانيا تنقضّ على “حزب الله”!

حزمت ألمانيا أمرها وحظّرت كلّ نشاطات “حزب الله” على أراضيها، ناسفةً “تعويذة” الفصل بين الجناحَيْن السياسي والعسكري ليُصبح الحزب بكامله “تنظيماً إرهابيّاً”، ومنفّذةً سلسلة مداهمات أمنيّة خاطفة بالأمس طالت مساجد ومؤسّسات تدور في فلك “حزب الله” في مدن ألمانيّة عدّة.

وإذ اعتبر وزير الخارجيّة الألماني هايكو ماس أن “حزب الله يُهدّد بالعنف والإرهاب، بينما يُواصل تطوير ترسانته على نطاق واسع في ألمانيا”، أضاف: “علينا أن نستنفد سيادة القانون لمعالجة أنشطة “حزب الله” الإجراميّة والإرهابيّة”، في حين كتب ستيف ألتر، أحد الناطقين باسم وزير الداخليّة الألمانيّة هورست سيهوفر، في تغريدة، أن وزير الداخليّة “منع اليوم (أمس) نشاط المنظّمة الإرهابيّة الشيعيّة “حزب الله” في ألمانيا”، لافتاً إلى تنفيذ تحرّكات عدّة للشرطة في مناطق متفرّقة ضدّ مراكز مرتبطة بـ”حزب الله”.

وفي هذا الصدد، استهدفت المداهمات على وجه الخصوص “مسجد الإرشاد” في برلين، حيث انتشرت 15 آليّة للشرطة على مقربة من المكان، وكان ممكناً رؤية عناصر الشرطة الملثّمين وهم يدخلون ويخرجون من المبنى. كما ذكرت مجلّة “دير شبيغل” وصحيفة “بيلد” الألمانيّتان أن عمليّات الشرطة شملت أيضاً منطقة بريمن في شمال ألمانيا ومونستر، بالإضافة إلى “مركز للمهاجرين اللبنانيين” في دورتموند في غرب البلاد. وشارك مئات من رجال الشرطة في هذه العمليّات النوعيّة.

من جهته، شرح وزير الداخليّة الألماني هورست سيهوفر هذا القرار في حديث لصحيفة “بيلد” بالقول إنّ “حزب الله منظّمة إرهابيّة ارتكبت عدداً من الهجمات وعمليّات الخطف في العالم”، مضيفاً أن “أنشطته غير الشرعيّة وتحضيره لهجمات يجري أيضاً على الأراضي الألمانيّة”. ولفت إلى أن “حزب الله” يُشكّك “بحقّ إسرائيل في الوجود ويدعو غالباً إلى تدميرها”.

وبحسب الداخليّة الألمانيّة، ستُعتبر أنشطة “حزب الله” انتهاكاً للقانون الجنائي وتُعارض مبدأ “التفاهم الدولي”. وهذا يعني حظر رموز “حزب الله” في التجمّعات أو المنشورات أو وسائل الإعلام وإمكانيّة مصادرة أصوله. وقدّرت السلطات الفدراليّة الألمانيّة بأكثر من 1050 عدد أعضاء “حزب الله” الذين تتّهمهم الاستخبارات الداخليّة بجمع تبرّعات وتهريب المخدّرات وتبييض الأموال وتجنيد مؤيّدين وتنظيم تظاهرات تدعو إلى تدمير إسرائيل.

وفي ردود الفعل، أشادت وزارة الخارجيّة الأميركيّة بحظر تنظيم “حزب الله” في ألمانيا بشكل كامل وتصنيفه كمنظّمة إرهابيّة. وقال وزير الخارجيّة مايك بومبيو في بيان إنّ “إعاقة قدرة هذه المنظّمة الإرهابيّة بالتآمر لهجمات إرهابيّة وجمع الأموال، ستقلّل بشكل أكبر من سلوك إيران الخبيث ونفوذها”، معتبراً أن “العالم بات يعرف حقيقة “حزب الله” بشكل أكبر، فهو ليس مدافعاً عن لبنان كما يدّعي، بل منظّمة إرهابيّة مكرّسة للمضي بأجندة إيران الخبيثة”. وأشار بومبيو أيضاً إلى أن “أيدي التنظيم الإرهابي المدعوم من إيران ملطّخة بالدماء الأميركيّة ويُواصل التآمر وشنّ الهجمات حول العالم”.

من ناحيته، رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقرار الحكومة الألمانيّة بخصوص “حزب الله”، وطالب “كلّ الدول المحبّة للسلام بالامتناع عن تقديم أيّ مساعدة للحزب مباشرةً أو غير مباشرةً”. وقال نتنياهو في بيان: “أُرحّب بوضع منظّمة “حزب الله” الإرهابيّة خارج القانون. ألمانيا تنضمّ في هذا القرار إلى دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ودول في أميركا اللاتينيّة التي اتخذت سابقاً هذه الخطوة”.

كما رحّب وزير الخارجيّة الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالقرار، وعبّر عن “امتنانه العميق” للحكومة الألمانيّة على هذا الإجراء، معتبراً أنّه “قرار مهمّ جدّاً وخطوة كبيرة في الحرب ضدّ الإرهاب حول العالم”. ودعا الدول الأوروبّية الأخرى وكذلك الاتحاد الأوروبي، إلى أن تحذو حذو ألمانيا “بمنع كافة نشاطات “حزب الله” الاجتماعيّة والسياسيّة والعسكريّة، لأنّها منظّمات إرهابيّة ويجب التعامل معها على هذا النحو”.

كذلك، رحّبت الخارجيّة السعوديّة بقرار السلطات الألمانيّة تصنيف “ميليشيا “حزب الله” منظّمة إرهابيّة وحظر كافة أنشطتها على أراضيها”، منوّهةً بأهمّية هذه الخطوة في إطار “جهود مكافحة الإرهاب إقليميّاً ودوليّاً”. كما جدّدت الرياض مطالبة المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف مماثل لحفظ الأمن والسلم الدوليَيْن، وتجنيب المنطقة والعالم شرور العمليّات الإرهابيّة المزعزعة للأمن والاستقرار.

نداء الوطن

 

 

 

 

 

 

 

 

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy