The News Jadidouna

مناطق أوكرانية تستعد للإنضمام إلى روسيا

رغم أن المناطق الأربع في أوكرانيا ستبدأ، الجمعة، تنظيم استفتاءات للانضمام لروسيا، هي عمليا مرتبطة بالفعل بموسكو، يرى خبراء أن هذه الخطوة ستفتت أوكرانيا كدولة، وستطلق مرحلة جديدة من الصراع المشتعل منذ 7 أشهر.

وستنطلق اليوم حتى الـ27 من أيلول الجاري استفتاءات في مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزاباروجيا.

يقول رئيس مركز الحوار الروسي العربي، مسلم شعيتو، في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “هذه المناطق الأربع هي من طالبت بتنظيم الاستفتاءات فيها للخلاص من القمع الأوكراني المديد لها، ولهذا فالانضمام لروسيا هو خيار شعبي عام في تلك المناطق التي تنقسم لقسمين:
أولها: تلك التي تقع في إقليم دونباس بالشرق، وتضم جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك اللتين بادرتا منذ عام 2014 لاعلان استقلالهما عن كييف، لكنهما ظلتا طيلة 8 سنوات تتعرضان لضغوط عنيفة ولقصف شبه يومي من قبل القوات الأوكرانية، وهو ما أدى لمقتل أكثر من 14 ألف شخص من مواطنيهما، ولهذا فالاستفتاء للانضمام لروسيا هو الطريق الوحيد أمام لوغانسك ودونيتسك للخلاص من التهديدات الأوكرانية المتواصلة”.

ثانيهما: منطقتا خيرسون وزابوروجيا فتقعان في الجنوب، وهما أيضا لطالما عانى سكانهما من الاضطهاد والتمييز على خلفية كونهم في غالبيتهم من الروس، ولهذا فالاستفتاء فيهما يحظى بدعم شعبي واسع، حيث يقدر عدد من يحق لهم التصويت بأكثر من نصف مليون، في حين أن مجموع سكانهما كان يربو على 5 ملايين نسمة، لكن بفعل سياسات كييف التمييزية وبفعل الحرب هاجر الكثيرون منهم على مدى السنوات الماضية”.

يضيف شعيتو: “هذه المناطق الأربع تاريخيًا هي روسية، فمثلا خيرسون كانت من أهم موانئ الإمبراطورية الروسية في البحر الأسود، وكذلك ميناء مدينة ماريوبول، وحتى عاصمة أوكرانيا كانت تسمى في العهد القيصري بكييف الروسية، حيث أن سكان هذه المناطق يتحدثون الروسية كلغة أم، وتربطهم صلات تاريخية ودينية وثقافية عريقة بروسيا، إن في عهودها القيصرية أو في زمن الاتحاد السوفييتي السابق”.

ويسهب الخبير في الشؤون الروسية، قائلا :”الدولة السوفييتية وزعت المناطق والأقاليم التابعة لها إداريًا، وفقًا لاعتبارات وحسابات أيديولوجية لإنشاء جمهوريات عديدة، ومع انهياره تخلى بوريس يلتسن الذي حل محل غورباتشوف كأول رئيس للاتحاد الروسي الجديد، عن حقوق روسيا التاريخية والجغرافية في تلك الجمهوريات كأوكرانيا مثلا”.

“هذه المناطق تتمتع بثروات وموارد طبيعية كبيرة وهي منبع رئيسي للفحم الحجري والحبوب والغلال وخاصة دوار الشمس”، وفق شعيتو.

ويضيف: “فضلا عن المصانع الكثيرة التي تميزها والتي تعود بتاريخها لزمن السوفييت، وهو العامل الأبرز الذي دفع الزعيم السوفييتي فلاديمير لينين، لالحاقها آنذاك بجمهورية أوكرانيا السوفييتية سعيا منه لايجاد طبقة عاملة قوية فيها تماشيا مع الايديولوجية الماركسية اللينينية”.

من جهته، يقول الخبير في الشأن الروسي والأستاذ بمدرسة موسكو العليا للاقتصاد، رامي القليوبي، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “اثنتان من بين المناطق الأربع التي ستلتحق بروسيا، وهما دونيتسك ولوغانسك حتى قبل إجراء الاستفتاءات المرتقبة غدا، تقعان خارج سيطرة كييف وسلطتها، فهما منذ عام 2014 منفصلتان عن أوكرانيا، إبان تفجر أزمة شبه جزيرة القرم بين موسكو وكييف آنذاك”.

ويضيف: “أما مقاطعة خيرسون فهي من أول المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية في بداية عمليتها العسكرية في أوكرانيا ومركزها مدينة خيرسون بسط الروس سيطرتهم الكاملة عليها في منتصف شهر آذار الماضي، فيما تسيطر روسيا على قرابة 75 في المئة من مساحة مقاطعة زابوروجيا”.

ويتابع: “بعد هذه الاستفتاءات وانضمام تلك المناطق للسيادة الروسية، فإن عدد الكيانات الإدارية في روسيا سيرتفع من 85 إلى 89 كيانا، وبذلك ستنطبق أوتوماتيكيا العقيدة العسكرية الروسية على هذه المناطق، بحيث أن تعرض أي منها للهجوم سيعتبر تهديدا لوجود الدولة الروسية ككل”، وفق الخبير بالشؤون الروسية .

ويقول: “وهكذا فالتلويحات الروسية بالسلاح النووي قبيل تنظيم هذه الاستفتاءات، لا يجب قراءتها كتهديد مباشر باستخدامه، بل هي أقرب لرسائل تحذيرية للغرب للحد من إيغاله بدعم أوكرانيا عسكريا، والرضوخ للواقع الجيوسياسي الجديد الذي سيتمخض عن الاستفتاءات الأربعة”، كما يختم القليوبي.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy