The News Jadidouna

في لبنان: زهورٌ اختفت… وأعراس “غير شكل”!

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

حتى الرومانسية أصابَها إعصارُ الإنهيار والدولار في لبنان… فبعدما كانت الوردةُ السبيلَ الأجملَ إلى قلب الحبيبة، فيعبّر الشابُ بواحدةٍ أو أكثرَ عمّا في قلبهِ من عشق، أصبحت هي الاخرى صعبةَ المنال، بعدما تم تسعيرُها كما طعامنا وشرابنا ولباسنا، بالدولار.

هذا الواقعُ المستجدّ، أدى إلى اختفاءِ الكثير من الشتول والزهور المميّزة التي اعتدنا عليها في لبنان، فكلفةُ استيرادها بالدولار مرتفعة، وإذا احتسبناها على سعر الصرف في السوق السوداء تُصبح أسعارها خيالية وأعجزُ من قدرة المواطن على شرائها، بعدما باتت أولوياتها تأمين الطعام والدواء وفاتورة المولّد ومصروف البنزين. فزهرةُ الاوركيد مثلا شبه اختفت من لبنان، ولا يمكن الحصولُ عليها إلا بطلبٍ مسبق أي أنها تُستورد على الطلب، مثلها مثل زهور البيفوان والتوليب والبيونيز التي إذا احتسبنا سعرها على سعر صرف الدولار في السوق السوداء فستكون النتيجة صادمة.

يروي فرانسوا، أحد أصحاب المشاتل في لبنان، في حديث لموقع mtv، أن نسبةً البيع تراجعت كثيرا في الفترة الاخيرة، فكثرٌ ممّن يهوون شراءَ الورد والزهور وضعوا حدّا لشغفهم هذا بفعلِ تردّي الأوضاع وتراجعِ القدرة المعيشية، فيما تزايدَ شراءُ بذورِ وشتولِ الخضار والفاكهة لزرعِها وتقليصِ فاتورتهم بعدما ارتفعت أسعارها بشكلٍ كبير في الأسواق.

أما أسوأ ما يتهدّدُ قطاعَ الوردِ حاليّا في لبنان فهو مشكلة التبريد المستمرّ التي يحتاجُها الورد وأنواع كثيرة من الزهور خصوصًا في فصلِ الصيف لمنعها من اليباس، الأمر الذي باتَ متعذّرا ومكلفا للغاية، بفعل ارتفاعِ سعرِ المازوت وفاتورة المولدات… وها هي أحجار الدومينو تتوالى سقوطا.

ويضيف فرنسوا: “فاتورة ُالمولّد باتت خيالية، فنحن مضطرّون لتأمينِ التبريد للزهور طيلة الوقت، في وقت تراجعَ الطلبُ بشكل كبير، حتى أن موسمَ الاعراس الذي كنا نعوّل عليه بشكلٍ كبير لتعويضِ جزءٍ من خسائرنا، لم يعُد مصدَرًا للرّبح، لأن زينةَ الاعراس باتت مختصرة بطلب من العروسين للتوفيرِ قدر الإمكان، فيما تزايدَ الطلبُ على الزينةِ الاصطناعية لتفادي التكاليف الباهظة”.

هو قطاعٌ لا يجد من يدعمهُ في لبنان تماما كسائرِ القطاعات التي تتهالكُ أمام أعيننا من دون خططٍ واقعية لمدّها بالحياة، وما ورودنا وزهورنا إلا عيّنة عمّا يُصيبُ كلّ ما يرمزُ إلى الفرحِ والحبّ في هذهِ البلاد…

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy