أخبار الانتخابات

لماذا توفيق جان سلّوم؟

كتب عيسى بو عيسى في الجريدة نيوز:

في حين يستمر الحشد الانتخابي ليوم الخامس عشر من أيار القادم أي يوم الاحد المقبل خصوصا في دائرة كسروان-جبيل التي تشهد متغيرات جوهرية من حيث الحواصل الانتخابية ، حيث كانت الماكينات الانتخابية تجزم منذ وقت طويل أسماء الفائزين قبل الاستحقاق الانتخابي فيما تبدلت الاحوال في الفترة الاخيرة وبات البوح بها تعتريه الكثير من صفات التردد والخوف.

لا شك أن الاسباب الظاهرة لهذا التردد تعود في مجملها الى العامل الاهم لكامل العملية الانتخابية وهو الاخذ بالحسبان عدم ثبات الناخبين على قاعدة صلبة توصلهم الى عملية الاقتراع بكل ثقة وإن كانت المغريات متنوعة وكثيرة وفي طليعتها عالم المال والترهيب والترغيب ، لكن هناك من لا يذعن لا لهذا العامل اوغيره وهؤلاء نسبتهم غير قليلة ويعتمدون قاعدة متوارثة لأصحاب المواقف التي لا تتزحزح ، وهذه القواعد الانتخابية تملك رأسا لا يميل بسهولة لأي مرشح من هنا أو هناك إنما فقط للذين يحملون تاريخا ناصعا بالنضال والتضحية الى النفس الاخير.

يبرز في طليعتهم المرشح عن المقعد الماروني في كسروان-جبيل توفيق جان سلّوم الذي قضى حياته ومن قبله والده في خدمة القضية المسيحية واللبنانية حتى أن والده بذل نفسه من أجل لبنان وهو اليوم يقدم للناس أغلى ما عنده ويعمل له ويساعده من الفراش وهو فلذة كبده توفيق الذي سار مع والده على دروب التضحية والاخلاص ليأتي من داخل حصنه من يحاول شطبه من المعادلة ، وفي هذا الامر يخلق عند الانسان نوع من التحدي بعيدا عن الاستسلام.

وترشح توفيق جان سلّوم مع رفاقه في لائحة “قلب لبنان المستقل” وما أحب على سلّوم من لبنان والحفاظ على قلبه ، وإنخرط في تحصين تاريخه الابيض في النضال المرتكز عليه والذي يستند له في كافة لقاءاته في القرى والبلدات الكسروانية ، ولا شك أن الناس مهما تم تقديم المغريات لها من قبل الكثير من المرشحين يعرفون تاريخ كل شخص وهو “يفلفش” في أوراق كل عابر سبيل على هذه الانتخابات ، وعندما يحين دور توفيق سلّوم يرى سجله أبيض ناصع لا تشوبه شائبة بل تكلله معاني التضحية والوفاء.

لكن الوفاء في هذه البلاد عملة نادرة من قبل الاحزاب على وجه الخصوص فيما متوفرة بكثرة عند الناس الذين ما زالوا يحتفظون بكراماتهم ووفائهم ومنهم القواعد العونية التي ناضلت الى جانب سلّوم سنوات طوال ومن المنتظر أن تتوج بحكم رد الجميل لمن قضى عمره على خطوط القهر والعذاب والمخاطرة بالذات دون أن يسأل عن إنتفاع شخصي أو مادي ، وهو خسر كل ما يملك مع والده وأشقائه ولا يريد أن يمنّن بفعل صوابية ما قام به ، إنما على الناخبين المستقلين والعونيين الشرفاء أن يحكّموا ضمائرهم كي يختاروا الافضل ما دامت تجربته معهم ما زالت معيوشة ليس في الذاكرة فحسب إنما في الوجدان ، إنما الرجل لم يتغير مع تقدم السنين بل زاد من جوهر عمله في الشأن العام ليصبح قيمة إضافية في كسروان وليضع خطا أحمر تحت مسميات السيادة والاستقلال وهي المباديء التي عمل من أجلها.

يتقدم توفيق سلّوم من بين المرشحين وفقا للقناعات التي يؤمن بها وهو غير مستعد للتخلي عنها من أجل أي كرسي ، وها هو يناضل من جديد ولم يكن قد تخلى في طبيعة الحال عن هذه الوضعية ، وما هو جديد اليوم في كسروان أن توفيق سلوم إستطاع ان يجمع مع فريقه الكثير من النخب الثقافية والاجتماعية وبعض كوادر السياسة وينطلق الى ساحة المعركة الانتخابية متسلحا بنظافة كفه وتاريخه العابق بالوطنية ولن يتخلى عنها مهما كانت الظروف ، ووفقا للماكينات الانتخابية فإن سلّوم يحقق بسلاسة وبنفس طويل تقدما ملحوظا ، ذلك أن غياب أية أسماء كانت في الماضي القريب تسمي وتضع نفسها على درجة المجلس النيابي سوف يعيد خلط الاوراق في منطقة كسروان وترتفع حظوظ المناضلين مع الاوفياء ممن عرفوه وعاصروه ، ولهذه المهمة كان توفيق سلّوم.

زر الذهاب إلى الأعلى