هل يمكن أن تتسبّب قلّة النوم بعدم تناول الطعام؟

قلة النوم كلّ ليلة قد تؤدي إلى اتخاذ خيارات سيّئة وغير صحيّة عند تناول الوجبات الخفيفة مقارنة بالأشخاص الذين يستوفون إرشادات النوم؛ فعدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة له تأثير سلبيّ على صحتك وعافيتك الجسديّة. وقد تكون إحدى نتائج الحرمان من النوم زيادةً في عدد السّعرات الحراريّة التي تستهلكها، خصوصاً من الأطعمة التي تحتوي
على نسبة عالية من الطاقة والسكّر والدّهون.

العلاقة بين النوم والشهيّة؟
وُجد أن قلّة النوم (7 ساعات أو أقلّ) تؤدّي إلى تغييرات في الضوابط الهرمونيّة والعصبيّة الخاصّة بتناول الطعام، فينجم عن ذلك زيادة في مستويات هرمون الجوع، أي الجريلين، الذي يساعد على إنتاج وتخزين الدّهون، وانخفاض في مستويات هرمون الشبع، أي اللبتين.
هذا الخلل يجعلك تشعر بالجوع أثناء النهار، ويسبّب زيادة في تناول السّعرات الحرارية، ممّا يزيد من احتمال الإفراط في تناول الطعام، خصوصاً أن المزيد من الاستيقاظ يُتيح فرصًا متزايدة لتناول الطعام.

لذا، تسمح الراحة الليليّة الجيّدة للجسم بتنظيم إنتاج هذين الهرمونين، وتخلق توازنًا في الشهيّة والشبع.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن تؤثر قلّة النوم في كيفيّة تفاعل جسمك مع إنتاج الأنسولين، وهو الهرمون الذي ينظم مستويات السكّر في الدم. يُمكن لذلك أن يعرّضك بدوره لخطر الإصابة بمرض السكّري، وهو مرض يُغيّر الطريقة التي يحوّل بها جسمك الطعام إلى طاقة. تُعتبر السمنة مؤشّراً رئيسيّاً إلى مرض السكّري.

هل قلة النوم تجعلك تأكل أكثر؟
النوم غير الكافي يُحدث تغييرات في إنفاق الطاقة واستهلاك الطاقة.
ومع ذلك، تُشير معظم الدراسات إلى أن زيادة الوزن المرتبطة بتقييد النوم قد تكون بسبب زيادة مدخول الطاقة لخلق توازن طاقة إيجابيّ للحفاظ على يقظة أطول.
كذلك تؤدّي قلة النوم إلى الشعور بالإرهاق.
الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق، خاصّة كبار السّن منهم، هم أقلّ عرضة للانخراط في النشاط البدنيّ. وقد يؤثر التعب أيضًا على مؤشّر كتلة الجسم والوزن.

هل يمكن أن تتسبّب قلّة النوم بعدم تناول الطعام؟
لم يثبت بشكل قاطع أنّ قلّة النوم تسبّب بنقص الشهيّة. ومع ذلك، في أغلب الأحيان، تتميّز بعض الحالات الطبيّة بالإرهاق وفقدان الشهيّة. على سبيل المثال، يمكن أن تتسبّب أنواع مختلفة من السرطان، بالإضافة إلى بعض طرق علاج السرطان، بفقدان الوزن عندما لا يتلقّى الجسم ما يكفي من العناصر الغذائية، ويعاني الإرهاق الناجم عن فقدان العضلات.
تشمل الحالات الأخرى التي يُمكن أن تسبّب التعب وفقدان الشهيّة الأنفلونزا، التسمّم الغذائيّ، أنواع الحساسية الأخرى، والألم العضليّ الليفيّ ومرض كرون. وفي فترة ما قبل الدورة الشهرية، تعاني بعض النساء من فقدان الشهيّة والتعب، على الرغم من أنّ البعض الآخر من النساء يزيد من تناول بعض الأطعمة.
إذا كنت تعاني في نفس الوقت من التعب وفقدان الشهيّة، فقد تكون هناك حالة طبيّة أساسيّة تسبّب هذه الأعراض. تحدّث إلى طبيبك حول خيارات العلاج، ولا تفترض أنّك تأكل أقلّ لمجرّد أنّك تشعر بالتعب.

إذا كنت تعاني من قلّة النوم، فإليك بعض الطرق للمساعدة على تجنّب زيادة الوزن:

1- إذا كنت تتبع بالفعل نظامًا غذائيًّا صحيًّا، وتشرب كمّية كافية من الماء، فحافظ على هذه العادات.
وإذا كنت تعاني من الرغبة الشديدة في تناول الطعام، ففكّر في تعديل بيئة منزلك (على سبيل المثال: قم بشراء المزيد
من الأطعمة الكاملة، وقلّل من الأطعمة الشهيّة للغاية).
2- شاهد ماذا، ومتى تأكل: تجنّب تناول الوجبات الدسمة والكحول قبل موعد النوم، فقد يؤدّي ذلك إلى الشعور بالحموضة المعويّة ويجعل النّوم صعبًا.
3- قلّل من وقت تحضير الوجبة عن طريق شراء المنتجات المجمّدة أو المعلّبة بشرط أن تكون صحيّة وتحتوي على المغذّيات.
4- تناول وجبات غنية بالألياف وقلّل الأطعمة الغنيّة بالدهون المشبعة والكربوهيدرات البسيطة (السكّر).
5- ابتعد عن المشروبات الغازية والشاي والقهوة التي تحتوي على الكافيين والشوكولاتة، بعد الساعة الثانية من بعد الظهر. يُمكن أن يبقى الكافيين في نظامك لمدّة 5 إلى 6 ساعات.
6- تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف: تساعدك الألياف في الحفاظ على استقرار نسبة السكّر في الدّم لفترات زمنية أطول، حتى أنها تساعدك على تجنّب الارتفاعات المفاجئة والانخفاض في مستويات السكّر لديك.
كذلك، يؤدّي تناول كمّية كافية من الألياف إلى تحسين نوعيّة النّوم الذي نحصل عليه؛ لذلك سيساعدك على تعويض ليلة غير مريحة. الأطعمة مثل الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليّات مليئة بالألياف الصحيّة التي يحتاجها جسمك.
7- تناول الأطعمة الغنيّة بالكالسيوم
الأطعمة مثل منتجات الألبان وفول الصويا والسردين والخضراوات الورقيّة هي إضافات إلى طبقك جديرة بالاهتمام، عندما تحتاج إلى زيادة الطاقة.
هي لا تحتوي فقط على نسبة عالية من البروتين لتحافظ على شعورك بالطاقة، لكنّها أيضًا مليئة بالكالسيوم. قد يؤدّي عدم وجود ما يكفي من الكالسيوم في طعامك إلى صعوبة الحصول على نوم جيّد؛ وسبب ذلك هو قدرة الكالسيوم على الحفاظ على ضغط دم صحيّ.

8- تناول الأطعمة الغنيّة بالحديد:
يؤدّي نقص الحديد إلى التعب وحتى إلى فقر الدم على المدى الطويل. الحديد هو العنصر الغذائيّ الرئيسيّ الذي يوفّر الأوكسجين في جميع أنحاء الجسم. إذا لم يكن لديك ما يكفي من الحديد في دمك، فقد لا يتمكّن الأوكسجين من الوصول إلى ما يحتاج إليه، ممّا يؤدّي إلى نقص الطاقة ويؤثر سلباً في نومك.
لمساعدتك على الشعور بالنشاط بشكل منتظم، تأكّد من إدخال الأطعمة الغنيّة بالحديد مثل السبانخ واللفت واللحوم الحمراء والمحار في نمط الأكل الخاص بك.
9- تناول المكسّرات والبذور:
إنّها مليئة بالدّهون الصحيّة، خاصّة الأوميغا 3، والبروتينات، والألياف، لمساعدتك على الشّعور بالشّبع لفترة أطول، ولتعزيز النوم الصحيّ.
10- يمكنك تناول شاي عشبيّ منزوع الكافيين لتهدأ ليلاً، ولمساعدتك على تحسين نومك.
11- ممارسة تمارين رياضية خفيفة في النهار يمكن أن تساعدك على تقليل مستويات التوتر الجسديّ والنوم جيّداً.

د.هلا حسين القعقور