The News Jadidouna

دار الفتوى تحدد البوصلة والسقف: كيف سينعكس موقفها إنتخابيّاً؟

جاء في “المركزية”:

بعد ان لام كثيرون على الساحة السنية او ممّن يدورون في فلك محور الممانعة، موقفَ دار الافتاء “الرمادي” غداة اعلان الرئيس سعد الحريري تعليقه عمله السياسي، حاملين على عدم إصدارها موقفا حازما مرحّبا او رافضا القرارَ “الازرق”، تبيّن ان “الدار” ليست غائبة بتاتا عن التطورات المحلية قاطبة وأن لـ”سيّدها”، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، ما يقوله في كل المستجدات. لا يمكن اعتبار ان الاخير يسعى الى ملء الفراغ الذي خلّفه زعيم التيار الازرق، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة على الواقع السني لـ”المركزية”، الا ان دريان قادر على رسم توجّهات الفريق السني في المرحلة المقبلة وعلى النطق بمواقف اهل السنة، من القضايا السياسية الصغيرة والكبيرة، وهذا ما فعله تماما في كلمته الاخيرة، حيث صوّب البوصلة وحدّد الاتجاه والسقف الذي يجب على السنّة التقيد به، فباتت الدار المرجعية السياسية السنية في انتظار ما قد تفرزه الانتخابات النيابية من جديد.

هو أكد الاحد، موقفه الداعي إلى المشاركة في الانتخابات النيابية. واذ رفض ملاحقة المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء عماد عثمان، من قِبل القضاء، هاجم حزب الله من دون تسميته. ودعا دريان، في رسالة إلى اللبنانيين في ذكرى الإسراء والمعراج، “الجميع الجميع الى النزول إلى صناديق الاقتراع. فالتصويت الكثيف هو رسالة أمل ورجاء، وإيمان بمستقبل الوطن والدولة”. وأشار دريان إلى أنه سمع وقرأ عن “ملاحقات قضائية تطال قيادة قوى الأمن الداخلي، في وقت كان فيه جهاز فرع المعلومات في الأمن الداخلي يتصدى لعصابات أرادت استهداف أمن الوطن، وتعريض حياة بنيه لخطر القتل والموت”، رافضا “التّعرض للشرفاء والحريصين على سلام لبنان وسلامة مواطنيه. ولا نقبل أن نصل إلى هذا الدرك من التسييس والتطييف”. واضاف “لا يمكن القول إنها عمليات ومؤامرات سريّة، تلك التي أطاحت في سنوات قليلة، بكل ما أنجزه اللبنانيون خلال قرن من الزمان. إنّها حملات تدمير تمّت في وضح النهار، وشملت احتلال المدينة، واغتيال الناس، ونهب المال العام بمليارات الدولارات، وأسهمت بالمباشر في انهيار المصارف على رؤوس المودعين وأموالهم، ودفعت مئات ألوف اللبنانيين للهجرة إلى الديار القريبة والبعيدة، وأطبقت على مميزات لبنان في الجامعة والمستشفى، والمدرسة، والميناء والمطار، والجهاز القضائي. هكذا لم يبقَ قائماً إلا الميليشيا، والطبقة السياسية، التي ارتكبت هذا التخريب الفظيع للدولة والمجتمع، ولعلاقات لبنان العربية والدولية”. ورأى دريان أن “فاعلين معروفين” هم السبب وراء “ما نال علاقات لبنان بأشقائه العرب من افتئات وقطيعة”، محذراً من خطورة الأجواء التي تشيعها “الجهات المهيمنة” بقولها إنها “ستفوز ولا شيء سيتغيّر”، بوصفه كلاماً “المراد به التيئيس والاستمرار في فرض الأمر الواقع وهو تخريب محض”.

بحسب المصادر، ما قاله دريان يقطع الطريق على محاولات الانقضاض على الساحة السنية من قِبل حلفاء حزب الله، ويقضي على محاولات استضعافها قضائيا او انتخابيا او سياسيا، و إظهارها مشتتة “تهيم” دون موقف او “رأس”. فاصطفافها “الطائفة” في الخندق “السيادي”، المواجِه لحزب الله والعهد، واضحٌ، وهي ستتصدى لكل مَن يسعى الى تصويرها على غير ما هي عليه سياسيا.

وتبقى معرفة ما اذا كان كلام دريان المباشر والصريح هذا، سينعكس انتخابيا على الساحة السنيّة، ترشيحا، او تحالفًا مع “السياديين”، لدى مَن لا يزالون، “داخل البيت” السنيّ، يترددون في الذهاب نحو خطوات كهذه، تختم المصادر.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy