مناطق وبلديات

زوق مكايل تطلق مشروع دعم السياحة الثقافية في البلدة!

أطلقت بلدية زوق مكايل بمشاركة رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز، مشروع “دعم السياحة الثقافية في زوق مكايل” الذي قامت به السيدات في البلدية، وذلك ضمن إطار برنامج: “تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلي والوطني في لبنان”، المنفذ من الهيئة الوطنية لشؤون المرأة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، والممول من الحكومة الألمانية، ضمن البرنامج الإقليمي: تمكين النساء في صنع القرار في الشرق الأوسط LEAD.

ويأتي هذا الحفل ليختتم التدريبات التي شاركت بها النساء العضوات والموظفات في المجلس البلدي حول إدارة المشاريع والقيادة والتغيير وتطوير مهاراتهن وقدراتهن، والتي هدفت إلى إعداد وتنفيذ مشاريع تراعي المساواة بين الجنسين وتستجيب للحاجات الأساسية لبلدتهن. واختارت سيدات زوق مكايل تخصيص الدعم المقدم من هذا المشروع لتأهيل متحف الأديب أنطون قازان وبيت الشباب والثقافة وتأمين المعدات والتجهيزات اللازمة، دعما للسياحة الثقافية في البلدة.

حضر حفل الإطلاق وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود ممثلا بالدكتور أنطوان صفير، ممثل السفير الألماني ونائب رئيس بعثة السفارة الألمانية في لبنان الدكتور Michael Reuss، رئيس بلدية زوق مكايل السيد الياس بعينو، مديرة برامج مكتب الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ في لبنان الدكتورة Christiane Gaehtgenz، وفاعليات وأهالي المنطقة.

متحف الياس أبو شبكة
استهل برنامج الحفل بجولة قام بها الحاضرون على المعالم التاريخية والثقافية في بلدة زوق مكايل، بدأت في متحف الياس أبو شبكة الذي افتتح رسميا في حزيران 2008 وتم تصنيفه متحفا وطنيا في مطلع نيسان 2019. الياس أبو شبكة، هو من أبرز شعراء لبنان في النصف الأول من القرن العشرين، وبالرغم من حياته القصيرة (توفي عن عمر يناهز 43 عاما) غاب عن إنتاج غزير، شعرا ونثرا، تأليفا وترجمات، ومئات المقالات التي نشرها في عدد كبير من الصحف في لبنان وفي مصر، بعضها في النقد الأدبي والاجتماعي، وبعضها الآخر في معالجة قضايا وأحداث آنية جرت في عصره. وتميزت كتاباته بثقافة واسعة واطلاع واف على الآداب الأجنبية، في طليعتها الأدب الفرنسي.

بعدها زار المشاركون متحف المحامي والأديب أطون قازان، الذي شارك “أبو شبكة” في النهضة الفنية عبر اشتراكهما في إحياء “مسرح السوق العتيق”، والذي أعد المهرجانات الأدبية التي شهدها قصر الأونسكو في بيروت.

مجمع نهاد نوفل
ثم انتقل الحاضرون إلى مجمع نهاد نوفل للرياضة والمسرح، المنفذ بحسب المعايير الدولية المعتمدة في الاتحاد الدولي لكرة السلة FIBA، والذي استضاف بطولة آسيا للمنتخبات. وبعدها زاروا متحف النول الذي صنف متحفا وطنيا في مطلع عام 2019، حيث طور أبناء الزوق النول الآتي من سوريا ورفعوا من قدرات إنتاجه، فتعلموا صناعة نسيج العباءات ثم أخذوا يتفننون بصناعتهم وبدأوا يرسمون العروق على النول بالمكوك، وجددوا بنسج أنواع الحلل من عباءات ومشالح ومناديل، وكلها مطرزة بخيوط فضية أو ذهبية أو مزينة بالألوان والرسوم المختلفة.

اختتم الحفل في بيت الشباب والثقافة في بلدية زوق مكايل.

وبعد كلمة ترحيبية لعضو المجلس البلدي الدكتورة نتالي فرح، ألقى رئيس البلدية السيد الياس بعينو كلمة قال فيها: “قد يبدو موضوع أمسيتنا غريبا ومستغربا من قبل البعض، غير أنه في الحقيقة، يميل إلى الفرادة أكثر منه إلى الغرابة.

وقال:”السياحة الثقافية هي نوع جديد من السياحة في بلد السياحة لبنان، وتحديدا في زوق مكايل، البلدة التي اعتادت الريادة، وتعودت أن تكون متقدمة، لا بل أولى، في ما تجسده من أفكار سباقة، وفي ما تطلقه من مشاريع تشكل خطوة افتتاحية، بل شقا لخط جديد على خارطة العمل البلدي.”

وبعد أن قدم عرضا سريعا لأبرز المعالم الثقافية في زوق مكايل، تابع: “ندرك لماذا نجتمع اليوم ههنا لنطلق معا مشروع دعم السياحة الثقافية في زوق مكايل، وهنا تجدر الإشارة إلى أن آنسات المجلس البلدي وبعض موظفات البلدية شاركن صيف 2018 في برنامج بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ والممول من الحكومة الألمانية مشكورة، ومع القيمين على البرنامج الإقليمي لتمكين النساء في صنع القرار في الشرق الأوسط LEAD وقد تقدمن بمشروع حول تأهيل متحف الأديب أنطون قازان وحققن تأمين لوازم ومعدات دعما للنشاطات الثقافية في البلدة.”

وختم:”تتقدمنا رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز، وقد جاءت لتعزز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلي والوطني”. وإذ نشكر كل هذه الهيئات والجهات على مبادراتها، فإننا نحيي جهوزيتها للذهاب بعيدا في التعبير عن قدرات المرأة وإمكانياتها في دعم السياحة الثقافية، وإننا كمجلس بلدي فخورون بقيام هذا المشروع لجذب السياح والزوار إلى بلدتنا وإبراز أمور ثقافية نعتز بها في سياحة غير تقليدية هدفها دورة إقتصادية متكاملة في البلدة.”

وبعد عرض فيلم وثائقي عن السياحة الثقافية في بلدة زوق مكايل، تضمن إلى جانب الأمكنة التي زارها الحضور، المدرج الروماني والسوق العتيق والكنائس الأثرية والحديقة العامة والبيت الحرفي وغيرها، كما كانت كلمة لنائب رئيس بعثة السفارة الألمانية في لبنان السيد Reuss.

عون روكز
واختتم الحفل بكلمة للسيدة عون روكز، قالت فيها: “قد يتساءل البعض عن العلاقة بين برنامج يرمي إلى تعزيز مشاركة المرأة السياسية وبين مشروع يهدف إلى دعم السياحة الثقافية. الجواب بسيط يكمن في الاهتمام بالشأن العام”.

اضافت:”إن الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية قد تأسست في الأصل في العام 1998 بهدف تعزيز أوضاع المرأة وتأمين فرص متكافئة بينها وبين الرجل، ومنذ ذلك التاريخ تسعى الهيئة إلى تعديل الأحكام القانونية التي ما زالت تميز ضد المرأة وإلى رفع مكانة المرأة في المنظومة التشريعية، كما في مسارات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية. ولا يخفى الدور الذي قامت به النساء تاريخيا في إطار مشاركتهن الكثيفة في تأسيس وتنشيط جمعيات المجتمع المدني التي بادرت ومنذ قبل تأسيس الدولة اللبنانية، إلى دفع عجلة المجتمع إلى الأمام عبر النشاطات التي قامت بها لنشر التعليم والتأهيل التقني والمهني وتقديم المساعدات الاجتماعية على أنواعها.”

وتابعت:”إننا اليوم في القرن الواحد والعشرين مدينين إلى الرعيل الأول من السيدات اللواتي بادرن إلى الخروج من منازلهن للتوجه إلى الاهتمام بالآخرين مدركات لماهية المصلحة المشتركة.

هن كن من أوائل من اهتم حقيقة بالمصلحة العامة وبالشأن العام. وقد انطلقن في عملهن من الحاجات الواقعية للمجتمع”.

وتابع:”اليوم، يتيح لنا دستور بلدنا ومؤسساته أن نتناول هذه الحاجات في إطار مجالسنا التمثيلية المحلية والوطنية في إطار الحكومة والإدارة العامة. ويتيح لنا نظامنا الديموقراطي أن نتباحث حولها وأن نعتمد بشأنها المواقف السياسية في إطار الأحزاب وشتى التنظيمات. لذا نعتبر أن ولوج النساء في المجال السياسي التمثيلي كما الإداري هو أمر طبيعي يندرج ضمن المسار التطوري لمجتمعنا وبلدنا، فنحن النساء، كما النخبة من زملائنا الرجال لا نطمح إلى التمثيل السياسي بهدف اعتلاء المناصب وتحقيق المكاسب، فالسياسة هي بالنسبة إلينا فن إدارة الشأن العام إن كان على الصعيد الوطني أو على الصعيد المحلي.”

أضافت: “لذا يسعدني أن أحيي في هذه المناسبة، سيدات بلدية زوق مكايل اللواتي اخترن في إطار برنامج “تعزيز مشاركة المرأة السياسية على المستويين المحلي والوطني” التي تتعاون الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بتنفيذه مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، أن يقمن بمشروع لدعم السياحة الثقافية في بلدتهن.”

وختمت:”اسمحوا لي أن أحيي أيضا رواد ورائدات العمل البلدي في زوق مكايل بلدة الشعراء والأدباء التي باتت قدوة في مجال العمل البلدي وفي مجال الترويج للنشاط الثقافي. والثقافة في بلدتكم أيها السيدات والسادة ليست بجسم غريب بل هي حية حاضرة في جمال طبيعتكم وتناسق مبانيكم وكتابات أعلامكم. هي الوجه المشرق للبنان الذي نحلم أن تظهره وتنميه جميع بلداته أسوة ببلدتكم”.

وختمت بالقول:”الثقافة، هي الغذاء الذي يستمد منه العلم جاذبيته والمعرفة سعتها، والسياحة التي يكون موضوعها ثقافيا هي وسيلة لتوسيع آفاق الفكر والذوق، والمعرفة، كما يقول الأديب أنطون قازان، “لا تعرف الحدود”. شكرا لبلدية زوق مكايل لتعريفها لنا على جمالات البلدة، وشكرا للوكالة الألمانية للتعاون الدولي وللحكومة الألمانية التي أتاحت لنا أن نشارك سيدات البلدية في المساهمة في الحفاظ على هذا التراث.”

زر الذهاب إلى الأعلى