
أسبوعان على الذكرى السابعة لاغتيال محمد شطح، أسبوعان على ذكرى آخر اغتيالات رجال ثورة الأرز. سنوات مرّت، لكن الذكرى تبقى حيّة على الرغم من كتمان القضية.
موقع القوات يفتح ملفاً مغلقاً، و”مضبوباً” في الادراج، لا يذكر الا في 27 كانون الأول من كل عام. جريمة مروّعة مرّ 7 سنوات عليها بلا أي جديد في التحقيقات مع شكوك بعدم فتح الملف أساساً لأنه “على الأرجح، لا تحقيق به”.
قنبلة فجّرها ابن الشهيد محمد شطح، روني شطح، في حديث لموقع “القوات الإلكتروني”، ذاهباً إلى أبعد من ملف اغتيال والده، ليصل إلى ملف انفجار مرفأ بيروت ويراه مرتبطاً إلى حدّ كبير بسلسلة اغتيالات رجال الأرز.
يستعيد شطح الابن، في حديث لموقع “القوات” الالكتروني، ذكريات سنة 2013 المؤلمة، ويؤكد انه “من الصعب اختصار أسباب اغتيال والدي بجوابٍ واحد مقتضب، وانا مقتنع أنّ اغتياله هو من ضمن سلسلة الاغتيالات، ومحاولات الاغتيالات التي سبقته، بسبب مواقفه الدائمة ضدّ النظام السوري في لبنان وحزب الله خصوصاً”.
وبينما يؤكد شطح أنه لا يملك معلومات خاصة بملف والده، يرجّح أن التحقيق لم يُفتح من الأساس “لان معظم الاغتيالات التي حصلت لم يتمّ التحقيق فيها، وأظّن أن السبب هو نفسه الذي يمنع اليوم اكمال التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت. لا بل برأي ان كل هذه الملفات مرتبطة ببعضها البعض لناحية الاجرام في هذا البلد، خصوصاً بالنسبة لهؤلاء الذي يفرون دائماً من المحاسبة ولا قضاء لمحاسبتهم”. ويضيف، “ملف 4 آب مرتبط باغتيالات رجال ثورة الأرز لا بل هو يساعد على ربط النقاط ببعضها البعض”.
وعما اذا كان شطح يرى أن اغتيال والده ذهب سدًى، يجيب، “قد أقول نعم ولا في آن معاً. أظن أن اغتيال شخصية، كمحمد شطح، هو صدمة بالنسبة لمن يريد أن يحذو حذوه”.
ويشرح، “سمير قصير مختلف عن محمد شطح، في السياسة وفي التفكير وحتى في مجالات العمل. هؤلاء الذين لا يعرفون كيفية حمل سلاح، تمت تصفيتهم بسبب تعبيرهم عن رأيهم ولأنهم كانوا يحاولون إيجاد حل لهذا البلد. وأظن ان هكذا نوع من الاغتيالات، تجعل الناس تتأنى باتباع خطوات شجاعة مماثلة، وهذا ينطبق حتى على بعض الأحزاب السياسية. لهذا السبب، أقول، نعم استشهاد والدي ذهب سدًى”.
ويضيف، “من جهة أخرى، كلمات محمد شطح لا تزال محفوظة، آخرها كانت بتغريدة كتبها قبل دقائق من اغتياله عبر تويتر. بمعنى آخر، لم يعد باستطاعة أحد اسكات شخص آخر بشكل دائم. ربما يستطيع ان يمنعه من انجاز الأكثر، انما لا يمكنه محو ما فعله”، مؤكداً، “لا يستطيعون محو ارث محمد شطح”.
ويشدد شطح على أنه “خلال هذه السنوات السبع على اغتيال والدي، ثبت أن رأيه بسلاح حزب الله صحيح، خصوصاً بعد الذي وصل لبنان اليه. وأظن ان هذا سيشجّع الناس، لو بعد سنوات على اكمال مسيرة شهداء ثورة الأرز”.
ويرجّح ابن الشهيد أن “ما سهّل اغتيال والدي هو انه كان وحيداً. أعلم أنه كان رجل سياسة، لكن أفكاره السيادية كانت خاصة به وأنا أحرص على أن أنشر فيديوهات له دورياً لأشارك أفكاره مع الآخرين”.
ويشبّه روني ثورة 17 تشرين بـ14 آذار، مؤكداً انها تتلاقى مع أفكار والده، ويقول، “الرغبة في تغيير الوضع القائم في البلد في 17 تشرين، والجرأة التي رأيناها بالناس على لوم سلاح حزب الله والسلطة السياسية على الاختلال والفساد، أظن ان هذه المبادئ تلقى صدى مع مبادئ محمد شطح، وانا شخصياً أشبه 17 تشرين بـ14 آذار. بغض النظر عما جرى قبلهما وبعدهما، هذه اللحظات التي توحّد فيها اللبنانيون تتلاقي كثيراً مع أفكار والدي”.
ويشدد على أن “العدالة لا يمكن أن تكون انتقائية”، مؤكدا أنه لا يمكن لوم الجميع ووضعهم في مكيال واحد، مضيفاً، “لا يمكن محاسبة السارق كما القاتل. يمكن ان نردد عبارة، كلن يعني كلن، ولكن يجب شرح السبب والا نلوم لبنان لكونه لبنان، وهذا غير منطقيّ. شخص مثلي يهتم للبنان، أكثر مما يهتم للأحزاب والسياسيين، هو بمثابة تحدّ بالنسبة إليه أن يعي أنه لا يمكن وضع القوات اللبنانية مثلاً في نفس مكيال حزب الله”.
ويضيف، “أظن ان الناس أكثر ثقة من قبل لمواجهة حزب الله الذي هو أحد الأسباب الأساسية التي أوصلت لبنان إلى هنا، علماً انه ليس السبب الوحيد”. ويتابع، “أؤمن ان الناس ستنظر يوماً ما إلى هذا الفصل من التاريخ وستقول إن لبنان لم يكن محكوماً والدولة اختُطفت لفترة طويلة. وعندما تعي الناس ذلك، عندها تستأنف التحقيقات في الجرائم المشابهة لاغتيال والدي”.
موقع القوات اللبنانية