The News Jadidouna

تلامذة “الروضة الثالثة” يكتشفون المدرسة!

كتبت يارا سعد في “ألاخبار”:

هذا العام، سيكتشف تلامذة الروضة الثالثة المدرسة للمرة الأولى، بعد سنتين من التعلم عن بُعد، فيما يعيش أهاليهم قلقاً من أي تعثر في انطلاقة العام الدراسي الجديد، بعدما عانوا الأمرّين من تجربة دروس الـ«أونلاين» التي «لا يعوّل عليها»، تقول إحدى الأمهات، مشيرة إلى أن الدروس «كانت مملّة وتلقينية وتفتقر إلى التفاعل. والأهم أن ابنتي بعد عامين من الدراسة لم تتعلّم حتى الآن كتابة اسمها»!

لكن ذعر الأهالي من تدهور المستوى التعليمي للطفل بعد «ضياع» سنتين من سنوات التأسيس، «ليس في مكانه»، بحسب الأستاذة المحاضرة في كلية التربية في الجامعة اللبنانية المتخصصة بتربية الطفولة المبكرة مريم رعد. إذ إن «مرحلة الطفولة المبكرة الممتدة حتّى عمر الـ 8 سنوات مهمة، ولها نظريّاتها لكونها تُثري تفكير الطفل وتنشّط دماغه، وتهيّئه أكثر للمدرسة، لكنها لا تشبه التّعليم في المراحل العليا، ولا حاجة فيها للبناء على تعلم سابق، بل هو تعلّم يعتمد على التكرار، والدليل أنّ التعليم المبكر ليس إلزامياً في معظم بلدان العالم». وتوضّح أن «لدينا مجموعة كفايات لحلقة الروضات مقسّمة إلى أهداف، ولكلّ هدف مجموعة من النشاطات مثل القصص والأغاني والألعاب، ويظلّ الطفل يعمل على الكفاية نفسها لمدّة طويلة ولكن بنشاطات متنوّعة. وإذا لم ينجز التلميذ في الروضة الثانية الكفايات والنشاطات بشكل نوعي، فهذا لا يدعو إلى القلق لأنه سيعيدها حتماً في الروضة الثالثة وإن بنشاطات أخرى». لذلك، «يمكن الأطفال هذا العام أن يعوّضوا ما فاتهم بسهولة إذا انتظموا في الدراسة وتوفرت لهم بيئة تعليمية سليمة».

مؤسسة مركز AID لتنمية مهارات الطفل والتربية المختصة ريماز حرز، تشير إلى أن الأطفال في دول العالم يدخلون المدرسة للمرة الأولى في سن الخامسة (أيّ في صف الروضة الثالثة في لبنان)، «ومراحل نموّ الطّفل في الخامسة من عمره تكون أفضل من الثالثة والرابعة على الصعيد النفسي والمعرفي والحركي والعاطفي. علمياً، الروضة الأولى والروضة الثانية صفان يعودان إلى ما قبل المدرسة، والروضة الثالثة تمهيد لانتقال الطّفل إلى الصف الأول أساسي». مع ذلك، ترى رعد أن التعلم عن بُعد «مقبول» ويشبه «التعليم المنزليّ» (Homeschooling)، وهو نظام تعليمي معروف في العالم ومعمول به، شرط أن تتوافر له الجودة المطلوبة.
وعن الخشية من عدم قدرة الطفل على «التأقلم» مع نوع جديد من العلاقات مع معلّمته وزملائه داخل غرفة الصف، بعدما أُجبر على الانعزال القسري لمدة سنتين داخل منزله، تلفت حرز إلى ضرورة أن تشرح المعلمة للأطفال قانون الصف والآليات والخطوات المتّبعة عادةً منذ اليوم الأول. وتلفت رعد إلى أنّ «هوامش التكيف لدى الطفل أكبر ممّا قد نتخيّل، وهذا التكيف يتأثّر بالجو العام في المنزل، وبنظرة الأسرة إلى المدرسة، فهل هي بالنسبة إليها مسار ضروريّ للطّفل أم أنّها وسيلة للتّخلّص منه؟». وتشير إلى أنّ المستجدّ بعد كورونا هو «بروتوكول الوقاية الصحية» من تباعد وتعقيم، «والتوصية الذهبية هنا: كلّما كانت القواعد بسيطة، كلما كانت إمكانية التجاوب أسهل». وتقول حرز: «يفترض أن لا يخاف الأطفال من الجو الجديد، فالمدرسة تتيح لهم فرصة اختبار التجارب مع أتراب لهم من العمر نفسه وعاشوا ظروفهم». ولكي لا يشعر الطفل بنوع من «الصدمة» أو «الملل»، لا بدّ من الانتقال به تدريجيّاً من مرحلة الـ«أونلاين» إلى مرحلة المدرسة الحضورية، كما تقول حرز، «ويمكن اعتماد التعلم بالتدرج والطلب من الصغار الحضور ليوم واحد والتغيب في اليوم الثاني وهكذا، حتى يعتادوا على المكان».

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy