The News Jadidouna

هل يزور باسيل دمشق؟

كتبت صفاء درويش في موقع mtv:

‎تركت زيارة وفدين لبنانيين إلى العاصمة السورية تساؤلات عدّة حول امكانية عودة الدور السوري السياسي إلى الساحة اللبنانية. وعلى الرغم من أن الزيارة الأولى، يوم السبت، حملت طابعًا رسميًا وأتت بإيحاء وتسهيل أميركي، إلّا أن زيارة الوفد الدرزي برئاسة طلال ارسلان وعضوية وئام وهاب وقيادات درزية حملت بطيّاتها رسائل سورية عدّة في التوقيت والشكل والمضمون.

‎كان واضحًا أن التعاطي الحميم، والذي تخلّى فيه الرئيس السوري عن الشكليات الدبلوماسية، يتقاطع تمامًا مع ما يُحكى عن رغبةٍ باعادة دخول سوريا على الخط السياسي اللبناني. يُضاف إلى ذلك كلام الرئيس بشار الأسد عن امكانية منح سوريا أراضٍ سوريّة لاقامة مشاريع مشتركة مع الجانب اللبناني.

‎مشهد السبت والأحد الماضيين لن يكونا يتيمين في المرحلة المقبلة، اذ تشير أجواء دمشق الى أن كبار المسؤولين السوريين، إضافةً إلى الأسد، سيلتقون خلال الفترة المقبلة بأكثر من شخصية سياسية لبنانية، وقد يكون النائب جبران باسيل على رأس قائمة الزوّار.

‎لجبران باسيل في دمشق خصوصية جديدة في رؤية السوريين المستقبلية للعلاقة مع لبنان. ففي الأصل يقسم السوريون المشهد اللبناني لثلاثة محاور: المحور الأوّل يضمّ الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والقوات اللبنانية وما يسمّى بقوى 17 تشرين ومن يدور في فلكها. المحور الثاني يضمّ حزب الله وقوى الثامن من آذار. أمّا الثالث فيضمّ التيار الوطني الحر ومن تعتقد القيادة السورية أنّه يحمل مشروعاً حقيقيّاً لبناء الدولة في لبنان.
‎هذا التصنيف السوري ينطلق من رأي واضح لدى القيادة أن حزب الله لا يمكن له أن يكون حاسمًا في الداخل لجهة مخاصمة الفاسدين والذهاب بالمعركة معهم حتى النهاية.

‎علاوةً على ذلك يحفظ السوريون جيدًا، وخصوصًا الرئيس الأسد، لباسيل مواقفه في اجتماعات الأمم المتحدة والجامعة العربية التي نادى فيها بضرورة تعاون المجتمع الدولي مع سوريا.
ويشير مصدر سوري رفيع بوضوح إلى أن العلاقة بين الأسد وباسيل متقدّمة جدًا، ويحفظ فيها الجانب السوري لرئيس التيار الوطني الحر شجاعةً كبيرة في وقت راهن بعض من دعمتهم سوريا، في زمن نفوذها، على سقوط النظام.

‎تاريخيًا يحسن السوريون ايصال الرسائل السياسية. أوصلوها خلال لقائهم الوفد الدرزي وأوصلوها حين رفضت القيادة السورية أخيراً استقبال مرجعية سياسية لبنانية تعدّ واحدة من حلفائها أثناء الوجود السوري قي لبنان. وبعيدًا عن الرفض يكشف أيضًا أن الدوائر الرسمية السورية تتلقى أكثر من اتصال يومي من شخصيات لبنانية راغبة في زيارة دمشق، بعضها جاهر بالعداء لسوريا في فترة الأزمة.

‎الأكيد أن زيارة باسيل لدمشق، في حال حصولها، سيكون لها وقع خاص وقوي، وستشكّل امتدادًا وطنيًا مسيحيًا ومشرقيًا للعلاقة بين “التيار” وسوريا.
‎في ظلّ الأزمة العميقة التي تضرب لبنان، ‎يبقى السؤال: بأي توقيت سيلتقي باسيل الأسد؟ ماذا يجب أن يسبق هذه الزيارة لتحصل؟ وهل تنتظر حدثًا ما كي تتمّ؟ أم أنّها ستأتي تزامنًا مع بعض الاستحقاقات؟

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy