The News Jadidouna

الخوري : المافيا أصبحت الناظم لعلاقات الناس الاقتصادية

تحدث الأكاديمي والكاتب في الاقتصاد السياسي الدكتور بيار الخوري للاستاذ خالد ابو شقرا من صحيفة نداء الوطن حول ظروف رفع الدعم ودينامية السوق السوداء وجاء في مقال ابو شقرا:

إجراءات وزارة الإقتصاد مع الأفران والمطاحن والموزعين لضبط التهريب تبقى ناقصة. فـ”ثلم” الاحتكار والبيع في السوق السوداء “الأعوج”، مردّه لـ”ثور” الدعم الكبير. وطالما الدعم مستمر لن تتوقف كل عمليات الإحتيال والغش، خصوصاً “إذا كان نظام الحوكمة سيئاً وفاسداً، ويمثل جزءاً من بنية السوق السوداء”، بحسب الكاتب في الإقتصاد السياسي د. بيار الخوري، “عندها يضرب بالقوانين عرض الحائط، ويتم التغاضي عن المخالفات في سبيل التشجيع للذهاب أكثر إلى السوق السوداء”. هذه المشكلة التي تميز السوق السوداء في دول العالم الثالث، برزت بشكل فاقع وبأبشع أشكالها في لبنان منذ بدء الإنهيار”، يقول خوري، “حيث يلاحظ أن كل أجهزة التنظيم والرقابة الرسمية مستقيلة من دورها الفعلي. استسلام لمسناه في المرحلة الأولى من الأزمة، عندما بدأت الإشكالات في المصارف، حتى وصلنا اليوم إلى الخلافات على محطات البنزين والأفران… وغيرها مؤسسات كثيرة مستفيدة من الدعم. وهو ما يمثل جزءاً من مفهوم غياب المؤسسة العامة”.

إذا كانت ظاهرة السوق السوداء تحدث في الكثير من الدول، فان كيفية التعاطي معها هو ما يصنع الفرق. في لبنان “شُرّع البلد لمنطق السوق السوداء”، برأي خوري. و”قد خلقت هذه السوق فئة من المستفيدين المنتهزين ونظام أسعار، بسطا سلطتهما على كل البلد وكأننا نمهد لنقول إن الناظم لعلاقات الناس الإقتصادية أصبح “المافيوزي”. ولا فرق هنا إن كان الانتهازي هو “قبضاي” الحي، أو “أزعر” الشارع، أو حتى ذلك الذي يجلس في شركة خلف مكتب. لقد أخذ دور الدولة ومكانها، وتملّك قدرة على النمو وخلق شبكة مصالح أوسع في كل المؤسسات الخاصة والعامة وصولاً لاستغلال الأكثر فقراً. وعليه فان السوق السوداء أصبحت تشكل آلية قائمة بحد ذاتها للدورة الإقتصادية وهذا أخطر ما نواجهه”.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy