جمعتهما الحياة منذ الصغر، ترعرعا معاً، عاشا معظم الاوقات مع بعضهما البعض، وعندما اندلعت الانتفاضة في لبنان آمنا بها، من بلدتهما في مشمش – عكار الى ساحة الشهداء واظبا على الوجود في الاعتصامات، الى ان كان الموت بانتظارهما اثناء عودتهما من الساحة الى منزلهما، خطفهما في حادث سير مروع، ليرحلا معاً، وكأنهما أبيا ان يفرق شيء بينهما حتى الموت.
حادث مروّع
“سنهاجر يوماً الى السماء..
. ما كانت الارض وطناً لنا ولن تكون” عبارة كتبها علاء في مدخل صفحته في “فايسبوك” وكانه كان يشعر بقرب الرحيل، حيث مر على الارض لسبعة وعشرين سنة قبل ان يقفل كتاب حياته بحادث على اوتوستراد القلمون-طرابلس، وبحسب ما شرحه صديقه علي بغدادي لـ”النهار”، “في السادس من هذا الشهر وبالتحديد عند الساعة الأولى و17 دقيقة من بعد منتصف الليل، كان علاء وطه وصديقهما ربيع في طريق عودتهم من ساحة الشهداء الى بلدتهم مشمش، حيث كان الاخير يقود المركبة التي تدهورت من دون كشف السبب الكامن وراء ذلك حتى الان، الا ان كاميرات المراقبة في المكان أظهرت انزلاق السيارة واصطدامها برصيف المحطة قبل ان تشتعل”. واضاف “طار علاء وطه من المركبة، نقل الاول الى مستشفى الهيكلية جسدا بلا روح، في حين نقل علاء (26 سنة) الى مستشفى المظلوم، كان في حالة موت سريري، حيث أعلن الاطباء وفاته عند الساعة السادسة صباحا”.
رحيل قبل الانتصار
“لم يكتب لعلاء ان يزف الى عروسه التي سبق وعقد قرانه عليها، كذلك طه كان قد خطب فتاة قبل فترة” قال علي، مضيفاً “درس علاء الشريعة لكن لم يكمل للحصول على شهادة حيث توجه الى العمل في التجارة، في حين كان طه ميكانيكي سيارات”. ويلفت الى حادثة حصلت معهما قبل نحو خمس سنوات “يومها كان طه يصلح سيارة علاء حين سقطت عليه، اصيب بكسور في جمجمته، فقد بصره لفترة، قبل ان يعود البصر لاحدى عينيه بعد رحلة علاج، الامر الذي دفع علاء الى ندره ذبح خاروف عند تماثل رفيق دربه للشفاء، وقبل يومين نفذ ندره، وكأن حياته وحياة صديقه كانت مرتبطة بذلك الندر”.
كتب على علاء وطه ان يسجلا اسمهما بالدم في لائحة الموت على طرق لبنان، وختم علي: “رحلا قبل ان يفرحا بانتصار الثورة التي وجدا فيها الخلاص من ازمات لبنان ومن طبقته السياسية التي عاثت فساداً في الارض”.
اسرار شبارو-النهار