
كتب كبريال مراد في موقع mtv:
يقال إنّ القليل من الخمر ينعش قلب الإنسان. وبعدما بات “النقّ” موضة، والسلبيّة Trend عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي حلقات النقاش، على وقع تأزّم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ففي أيامنا هذه، بات القليل من الايجابيّة ينعش قلب الانسان.
وكما أن الكآبة معدية، فنفحة الأمل معدية أيضاً. تنتقل من الفرد الى عائلته، الى عمله، الى مجتمعه. لا على قاعدة نكران الواقع والانفصال عنه، بل التفاعل معه، لعدم البقاء فيه، بل ايجاد الوسيلة لكيفية الخروج منه.
هل هذا ما يحصل اليوم؟ لا يبدو كذلك، بين من استسلم لليأس القاتل، ومن ذاب في الانفصال التام عن الواقع. بينما المطلوب “wake up call” او جرس إنذار يحمل معه الصدمة لوقف الانحدار والانهيار، لينصرف “الإطفائجيّة” للسيطرة على الحريق وإخماده، بعدما نهش كلّ شيء، فحرق البشر والحجر، وبتنا شعباً عابساً، حزيناً، شريحة كبيرة من بينه تعيش من قلّة الموت، بعدما ضاع مستقبلها وجنى العمر الذي جمعته “بالسراج والفتيل”.
قبل سنوات، جرى الحديث عن “صفر مشاكل” للخروج من الأزمة التي كانت في بداياتها. بمعنى الابتعاد عن النكد السياسي و”التمريك” والعرقلة، والانصراف الى معالجة الهموم، خطوة تلو الأخرى.
لم يحصل ذلك للأسف، وجبل الأزمات ازداد ارتفاعاً، والنكد غلب كلّ شيء. وحصل ما حصل ممّا كان يمكن تفاديه، لو أنّ أهل السياسة تمتّعوا بحسٍّ من المسؤوليّة، ولو سبحة الأزمات لم تكرّ الواحدة تلو الأخرى، والكورونا إحداها.
ولكن، لنتمتّع ببعض من الايجابيّة، ولنتخيّل أنّ الحكومة ستبصر النور. وأنّ الانتظار الاقليمي والتحاصص المحلي حولها سينتهي. أفلا تشكّل لحظة أمل للناس؟ ألا تعطي نفحة اوكسيجين للجسم اللبناني المريض؟ ألا تسهم في الانطلاق في مشوار ألف ميل المعالجات؟ ألا تتوقّف بورصة الليرة والدولار وتلاعبات التجار؟ ألا نصبح أمام مجلس وزراء يجتمع ويتّخذ القرارات، لا حكومة تصريف أعمال مستقيلة من كلّ شيء؟
الإجابة بسيطة وهي نعم. والمضحك المبكي، أنّ البعض يوصلنا الى مرحلة نخاف فيها حتى من الحلم حتى لا نصحو على كابوس عدم تحقيقه.
ولكن، فلنتمتّع ببعضٍ من الأمل… وما أضيق العيش لولا فسحته!