أسرار شبارو – النهار
كان ينتظر دوره في الطابور لتزويد سيارته بالبنزين، واذ فجأة تجتاح شاحنة مركبته ليفارق الحياة على الفور… هو محمود دلباني ابن صور ضحية أزمة #الوقود في بلد تتراكم فيه الأزمات التي يدفع ثمنها المواطنون من صحتهم وأرواحهم كل يوم.
من الذّل إلى الذّل والموت!
عند الساعة الحادية والنصف ليلاً، ودّع محمود (27 سنة) عائلته، وانطلق من صور إلى الدامور وكله أمل أن يحصل على الوقود الذي بات نادراً في بلد زف مسؤوله قبل فترة خبر دخوله نادي الدول النفطية، وصل إلى المحطة وانتظر دوره وقبل ان يحصل على ما يبتغيه باغته الموت، وبحسب ما قاله خاله عامر دلباني لـ”النهار” “خسرنا شابأ بعمر الورد بسبب مسؤولين أوصلوا البلد إلى ما هو عليه اليوم” وعن قطع محمود كل هذه المسافة للحصول على البنزين أجاب “كون في محطات صور يذلون المواطنين، فاذا لم تكن لديك وساطة مع صاحب المحطة أو غيره لا تحصل على البنزين، واذا وقفت في الطابور وجاء دورك تسمع عبارة نفد الوقود”.
زفاف إلى المثوى الأخير
كان يخشى محمود أن تحتاج شقيقته المريضة لاسعافها الى المستشفى، من هنا كان يعمل كل ما في وسعه كي لا ينقطع من البنزين، واذ احتاج هو إلى الاسعاف في الأمس من دون أن يتمكن طبيب من انقاذه، وقال عامر “ما ذنبه لكي يتوقف عداد الزمن في عمله اثناْ انتظاهره أمام المحطة؟ كنا ننتظر أن نخطب له فتاة أحبها، وقرر أن يكمل الدرب معها، واليوم اجبرنا على زفه إلى مثواه الأخير، أي وطن هذا الذي يموت شبابه بسبب الوقود”؟ مضيفاً “كان يعمل في الحسبه في بيع الخضار لتأمين مستقبله، كان شاباً هادئاً، حنوناً، خلوقاً وباراً بوالديه، لم تكن الضحكة تفارق محياه، حيث أنه رغم كل الظروف الصعبة لم يفقد أمله بأن يأتي اليوم وينتهي فيه الكابوس الذي يمر فيه بلده”.
خسارة كبيرة
لا كلمات يمكنها التعبير عن حال والدي محمود وشقيقتيه وشقيقه، فمن كانوا ينتظرون في الأمس عودته الابن البكر إلى المنزل تلقوا اتصالاً أطلعوا من خلاله على الخبر الكارثي، وقال عامر “عندما علمت بالفاجعة سارعت إلى المكان لافجع بالمنظر المهول، لم تترك الشاحنة لمحمود أن يقاوم حتى ثانية، الضربة كانت قوية الى درجة انه أطبق عينيه للأبد ورحل على الفور”، خاتماً “كل ما أتمناه الآن أن يرحمه الله ويصبر عائلته على هذه المصيبة”.
