The News Jadidouna

“يا حلو رمضان مين يشتريك؟”

رمضان

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
الحلو في رمضان لمن استطاع اليه سبيلاً، فالاسعار الكاوية لحلويات الشهر الكريم ستحرم الفقراء منها، حتى الشعيبيات المتعارف عليها بأنّها “حلو الفقراء” لرخص ثمنها، باتت صعبة المنال، فالإرتفاع الكبير الذي طالها جعل من المستحيل على المياوم بـ30 ألف ليرة يومية شراء دزينة شعيبيات بـ25 ألفاً عند ارخص حلونجي، فكيف في باقي محلات الحلو؟

يبدو أنّ كرم الشهر نأى بنفسه عن الجميع، فالجشع وحده يفصل بين الصائم وطعامه. ففي ظلّ دولار الـ15 ألفاً سجّل سعر كيلو الحلو العربي بـ15 ألف ليرة، واليوم مع دولار الـ12 الفاً فان الكيلو بـ25 ألفاً وصعوداً حسب”برستيج” كلّ محل. أما المواطن “فعليه بالمربّى البيتي”، وِفق ما قالت إحدى السيدات التي رأت أنّه “الحلقة الأضعف في صراع الاسعار القائم، بين تجّار لا يشبعون وباعة لا يرحمون”، لافتة الى أنّ “الحلو يحتاج الى موازنة لوحده، فبالكاد تجد زبوناً يدخل محل الحلويات على غير المعتاد”.

الحركة الكبيرة التي كنّا نشهدها في تلك المحلات في أيام رمضان ولّت الى غير رجعة، وأسهم تراجع قيمة الليرة والاجور الشهرية في تراجع قدرة المواطن على شراء الحلويات، التي تتدبّرها معظم العائلات داخل المنزل، بحسب ما قالت أم جيهان، لافتة الى أنها أعدّت المربيات في فترة الصيف من التين المغلي الى اليقطين والباذنجان والعنب وغيرها، استباقاً للازمة، بحسب ما قالت: “كنت على يقين أنّنا سنواجه ظروفاً اقتصادية صعبة في أيام شهر رمضان”، اذ تصف الواقع بـ”حرمان الناس من حقّها في الصيام”، ولا ترى مبرّراً لرفع الأسعار أضعافاً في رمضان، “لأنّ الدولار ما زال يراوح مكانه، غير أنّنا نشتري البضائع اليوم على سعر الـ16 ألفاً، وهذا يتطلّب مزيداً من الرقابة”.

داخل محل الحلو في النبطية رجل خمسيني جاء ليشتري عثملية، غير أنه تراجع عن قراره بعدما بلغه سعرها، إذ وصل سعر النصف كيلو العثملية الى الـ30 ألف ليرة لبنانية و60 الى 70 ألفاً للقشطة البلدية، فقرّر شراء زنود الستّ لعلّها أرخص بنظره، وإذ بها تسجّل 25 الف ليرة، فتأفّف متذمّراً “شو منتحلّى، حتى الحلو صعب نذوقه”.

وِفق أحد محال الحلو في النبطية فإنّ سبب ارتفاع الاسعار هو ارتفاع اسعار المواد الاساسية من السكر والسمن والحليب وباقي المواد، ويؤكد أنّه قرّر “عدم إعداد الحلويات الرمضانية التي تتطلّب قشطة بلدية لأنّ سعرها سيتخطّى الـ70 الف ليرة وهو ليس بمقدور المواطن هذه الأيام”، مؤكّداً أنّ اسعاره “ما زالت مقبولة مقارنة مع باقي المحال الاخرى”. وماذا عن الحلو الشعبي الرمضاني؟ يؤكّد أنّه “ما زال حاضراً ولكن ليس كما يجب، فالظروف أثّرت على الطلب، ونتوقّع تراجعاً في نسبة المبيع نتيجة فروق الاسعار من ناحية، ومن ناحية أخرى امكانية الناس الصعبة”.

هذا العام لن يكون لزنود الست طريقه الى موائد المواطن ولا للكلّاج ولا حتّى لمعظم حلويات الشهر الكريم، وهذا ما دفع بديما لصنعها في المنزل لأنّه وِفق قولها “رمضان لا يكتمل من دون الحلو”، وتضيف “قرّرت صناعتها منزلياً لنخفّف من عبء الفاتورة اليومية التي باتت تفوق إمكانيات الجميع، وتؤكّد أنّها ستستبدل معظم الحلويات بالزلابيا والقطايف والعثملية المنزلية، اذ ترى أنّ “إعدادها منزلياً أوفر بكثير من المحال التي يستغلّ اصحابها المواطن لتحقيق أرباح طائلة على حسابنا”.

بين التمر والحلو المنزلي والمربّى يصدق المثل “يا حلو رمضاني مين يشتريك”، بحسب يوسف، “رزق الله ع ايام عزّ رمضان لا يكفينا “كورونا” الذي فرّق الشمل الا وقضت الاسعار على فرحة الشهر الكريم الى غير مشهد”.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy